الطريق إلي عز المسلمين
الأمة فى خطر
سلب المقدسات
بلايا أهل الإيمان
طريق التمكين

الثلاثاء، مارس 31، 2009

أدَبٌ جَم ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
قيل : الأدب في العمل علامة قبول العمل .
.
والأدب ثلاثة :
أدب مع الخالق سبحانه
وأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم
وأدب مع الخلق .
.
قال أبو علي رحمه الله :
" ترك الأدب يوجب الطرد ،
فمن أساء الأدب على البساط رُدُّ إلى الباب ،
ومن أساء الأدب على الباب رُدُّ إلى سياسة الدّواب "
.
وقال سهل رحمه الله :
" من قهر نفسه بالأدب فهو يعبد الله بالإخلاص "
.
وقال يحيى بن معاذ رحمه الله :
" من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله "
.
------
.
~ أدبٌ مع الحق سبحانه ~
.
قال المسيح عليه السلام : { إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ }
ولم يقل : لم أقله ،
وفرق بين الجوابين في الأدب .
.
وكذلك قول إبراهيم الخليل عليه السلام :
{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }
ولم يقل : وإذا أمرضني حفظاً للأدب مع الله .
.
وما ألطف قول نبي الله موسى عليه السلام حين قال :
{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
ولم يقل : أطعمني !
.
وقول أيوب عليه السلام :
{ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
ولم يقل : فعافني واشفني .
.
فسبحان من أدّبهم بأدبه
.
------
.
~ الأدب مع رسول الله ~
.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ }
.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ}
.
{ لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا }
.
{ ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }
.
سئل سعيد ابن المسيب رحمه الله
عن حديث وهو مضطجع في مرضه ، فجلس وحدث به ،
فقيل له : وددت لك أنك لم تتعنَّ !
فقال : كرهت أن أُحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأنا مضطجع .
.
وقال أبو سلمة الخزاعي :
كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يُحدّث توضأ وضوءه للصلاة ،
ولبس أحسن ثيابه ، ولبس قلنسوة ، ومشط لحيته ،
فقيل له في ذلك فقال : أوقّر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
.
وكان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك ، فإذا جاء الحديث خشع .
.
------
.
وأما الأدب مع الخلق كلٌ بما يليق به ،
فمع الوالدين أدب خاص ،
ومع العالِم أدبٌ آخر ،
ومع السلطان أدب يليق به ،
وكذا كلنٌ بحسبه ..
.
------
.
فالأدب هو الدّين كله ،
وما استجلب خيري الدنيا والآخرة بمثل الأدب
وما استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب .
.
وأختم بقول الحسن البصري رحمه الله
حين سئل عن أنفع الأدب فقال :
" التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا ، والمعرفة بما لله عليك "
.
كانت هذه مقتطفات متفرقة
وكان معظمها من كتاب مدارج السالكين
لابن القيم الجوزية
- طيّب الله ثراه -
.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،
اللهم آمين ..
.
.

السبت، مارس 28، 2009

أزمة أخلاق !

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
. .
.
.
قبل أيام كنت أسمتع لدرس
لشيخ فاضل
يحكى فيه عن البناء الأخلاقي ،
كان درس بمنتهى الروعة
أسأل الله أن يكرمه وينفع به .
.
وحقيقة الموضوع ذو شجون
وله في القلوب مواجع
فنحن نرى ونسمع في أيامنا هذه
كثيراً مما يخالف الأخلاق قولاً وعملاً ،
وقد ابتعد المسلمون عنها كثيراً
رغم الحضارة والتقدم
وحتى الشهادات العلمية العالية
قد انسلخ بعض حملتها من أدنى الآداب
ولا حول ولا قوة إلا بالله ،
.
----
.
حين أتحدث عن أمنيتي بزوج ملتزم متدين
بغض النظر عن أيّة اعتبارات أخرى ،
أجد من الناس من يهاجم بل و يحذّر
أن هؤلاء يحملون من الفظاظة والغلظة الكثير!
يوجعني أن أنسمع هذا ،
وإن كان وللأسف هو حقيقة
عند بعض الملتزمين !
فرّق بين الدّين و الخُلق
اقتدى بالنبي ظاهراً
وخالفه سمتاً وخُلُقاً
.
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أرحم الخلق بالخلق
دائم التبسم
يحب الفأل
خير الناس لأهله خاصة وللناس عاماً
.
ولا أعلم ما الذي يحول دون الإقتداء بسيد الخلق
عظيم الخُلق
المرسل رحمة للعالمين ،
هو رحمة
بأبي وأمي وروحي
ونحن اليوم أبعد ما نكون عن الرحمة !
.
أما إن نظرنا في حال من فارق السنة ظاهراً وباطناً
فحدّث ولا حرج
كذب وقلة أمانة
خيانة وسوء معاملة
والله المستعان
.
وهنا تذكرت قول ابن المبارك رحمه الله :
" نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم "
.
وصدق رحمه الله تعالى ،
نحن اليوم عظّمنا العلم وجهلنا عظمة الأدب ومكانته
مع أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال :
{ إنما بعثت لأتمم صالح الاخلاق }

.

فقد اختزل بعثته في هذه الكلمات وهذا الهدف العظيم
أنه صلى الله عليه وسلم لم يبعث فعلاً إلا لتقويم أخلاق الناس
مع ربهم أولاً ، اعتقاداً وعبادة ، ثم مع الخلق ثانياً .
.
ونحن اليوم لم نعد ندرك هذا الفضل
فتطاول الناس على بعضهم بقلة أدب
بل قد تطاول البعض على رسول الله
بل وحتى على الله جل جلاله .
.
وأنا اليوم أقول كما قال ابن المبارك رحمه الله :
" طلبنا الأدب ، حين فاتنا المؤدَّبون "
إلا من رحم الله
.
ألفاظ بذيئة وفاحشة في الجد والمزاح
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
{ ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء }
.
والكذب حال المسلمين اليوم معه حال عصيبة
والجدال
والنفاق
والشقاق
وسوء الأخلاق ،
نسأل الله عفوه وعافيته ،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
{ أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا،
وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا،
وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه }
.
وملأ الكبر قلوب الناس
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
{ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر }
.
----
.
لذا أحببت أن أذكّر نفسي وإياكم ،
بأن الدّين خُلُق ..
.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ما من شيء أثقل في ميزان العبد من خلق حسن ،
وإن الله يُبغض الفاحش البذيء} .
.
{ وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ،
فقال : تقوى الله وحسن الخلق }
.
.
----
.
والوصية قبل الختام
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن }
.
وختاماً ..
ما أُبرئ نفسي ،
لكنها تذكرة ،
علّ الله أن ينفعني بها ،
ومن قرأها ..
.
أسأل الله أن يُهذّبنا
وأن يكسونا بالأدب
و أن يهدينا لأحسن الأخلاق
فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو .
.
.
.

الثلاثاء، مارس 24، 2009

نعّومة في بيتنا ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
اليوم أنا مبسوطة كتير كتير كتير
بعد أربع سنين أخيراً نعّومة عنا بالبيت
ما بعرف نورها ولا ضو القمر
بس الظاهر نورها لأنو نحنا آخر الشهر
يعني ما في قمر P:
.
نعّومتي هي صديقة الصبا
غالية بغلاوة روحي
بداية تعارفنا كانت في تحفيظ القرآن
وبعدها بدأت صداقتنا وأخوتنا في الله
بحبها من كل ألبي
إلنا سوا ذكريات وأيام ما بتنتسى ،
الله بعت نصيبها ع بلد تاني
ولظروف كانت وقتها
ما قدرت كون حاضرة بعرسها
وبعدها سافرت ،
.
صح إلتقينا خلال هالأربع سنين
لقاءات قصيرة وعالسريع
بس هالمرة عندي بالبيت
أكيد غير شكل
أول ما فاتت عالبيت استرجعت ذكريات وأيام
الله يعيد جمعتنا يا رب
و هالمرة معها بنتها
الغالية بنت الغالية - تؤبُر ألبي - هي وأمها
حسيت الوقت مر بسرعة كتير
وهي ما طوّلِت متل ما كنت بتمنى
بس انبسطت إنها وفت بوعدها أخيراً
.
الله يسعدك يا نعّومتي
وينولك كل شي بتتمنيه
و شكراً كتير عالهدية الحلوة
- ما كان في داعي تعذبي حالك -
انتي جيتك بالنسبة إلي أحلى و أغلى هدية
ع كل حال شكراً كتير
وأكيد رح تبقى أحلى ذكرى من أغلى صديقة
.
يمكن هاليوم مو شي مهم بالنسبة لحدا
بس بالنسبة إلي أكتر من مهم
لهيك دوّنتو هون مشان تم إتذكرو
ولأنو ما بعرف ايمتى بترجع بتحن
وبتشرّفنا مرة تانية
بيجوز كمان أربع سنين تانيات !!
.
.
وأخيراً ..
بقول الحمدلله وحده
اللي جمعنا
ويا رب متل ما جمعنا اليوم
يجمعنا بالآخرة
على منابر من نور
آمين ..
.
.

الخميس، مارس 19، 2009

سوف يخفت عمّا قريب ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
تصبحت اليوم بمقال
تصدّر الصفحة الرئيسية في جريدة
تسبب لي بصداع لا أعتقد أنه سيزول سريعاً
كان عنوانه :
كشف عن قرب إصدار « وثيقتين » ملزمتين للأئمة والخطباء
« مكبرات الصوت » في المساجد أصبحت « مزعجة » !!
.
وكان مما كتب بين سطور هذا المقال
.
« مكبرات الصوت في المساجد أصبحت مزعجة ،
لأن بعض الأئمة يرفع الصوت أكثر من الحاجة !
.
« وجوب أن تكون الأجهزة على درجة سمع من في المسجد ،
ومن حوله من القريبين ، لأن المساجد متقاربة ،
أما أن يسمع الصوت على بعد اثنين أو ثلاثة وخمسة
كيلومترات ليس هذا هو الأصل في القراءة »
.
بينما أيّد الإبقاء على مكبرات الصوت
لإعلام الناس بالأذان والإقامة فقط !!
.
إنه يجب أن يقفل « مكبر الصوت »
إذا بدأ الإمام في الصلاة !!
.
__________
.
أتساءل ..
إلى ماذا يرمون ؟؟!
.
بعد أن حُرِمت مُعظم بلادنا الإسلامية
-إن لم نقل كلها-
صوت الإمام في الصلاة
بعذوبته ينساب بين البيوت
فينشر سكينة وطمأنينة وأمناً ،
ويحرك قلوب من تأخر عن الصلاة ليلتحق بها ،
وتعذروا بمثل ما نراه في هذا المقال عذراً
لكي تقتصر مكبرات المساجد على الأذان !
.
لم أكن أتمنى أن يأتي هذا اليوم في هذا البلد !
ستلحق مساجدنا بالركب
لنودّع تلاوة الإمام العذبة في أحياءنا ،
لتقتصر على من هو داخل المسجد !
.
سأبقى بالقرب من النافذة
لأودّع صوت الإمام الذي سيخفت عمّا قريب ..!
.
سنشتاق كثيراً لذلك الصوت ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
.
.

الأحد، مارس 15، 2009

لماذا لا نخاف ؟!

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
كثيراً ما تمر علينا آيات وعد و وعيد
فلا تحرك فينا ساكناً !
.
نستمع لحديث عن النار فلا يخيفنا
كأن النار ليست لنا
وحين يأتي ذكر الجنة تطمئن قلوبنا
وكأننا ضامنين لها واثقين أننا من أهلها !
.
أتساءل كثيراً
لماذا لا نخاف ؟
ولماذا نحن واثقون كل هذه الثقة ؟
لماذا نتعامل مع الجنة أنها تحصيل حاصل
سنموت فندخل الجنة !!
هل لنا عهد عند الله أن يدخلنا الجنة ؟!
أم أننا عملنا عملاً قد ضمنا قبوله ؟
أم ماذا ؟
ما الذي يحول دون خوفنا من العذاب ؟
.
حين نقرأ في كتاب الله :
{ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
هم الملائكة
هم ذاتهم الذين
{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
لا يعصون الله .. ويخافون !
أليس الأولى بالخوف من ديدنه العصيان .!
.
روي أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه
كان يسمع آية فيمرض فيعاد أياماً ..
.
لمَ كُل هذا يا عمر ؟
أخبرنا مما تخاف ؟
لعلنا نخاف ..
.
__________
.
لا تمسّها النار ..
عين بكت من خشية الله ،
.
روي أن الفاروق كان في وجهه خطان أسودان
من كثرة البكاء .!
.
منذ زمن طويل يا دموع الخشية
لم نعد نعرفك !
.
قد نبكي اشتياقاً لفلان
وفقداً لعلان
قد نبكي ألماً
وقد نبكي تأثراً بمشهد نراه في التلفاز
.
لكن وبكل أسف
لم نعد نبكي خوفاً من الله
لسان مقالنا يدّعي !
لكن لسان حالنا
يخبرنا أن الأمر مختلف !
.
__________
.
قال تعالى :
{ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ .
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}
.
..
.
عن النبي - صلى الله عليه وسلم-
فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال :
( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ،
إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ،
وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة )
.
والله أن نخاف اليوم خير لنا
من أن نخاف يوم الفزع الأكبر
الهول يومئذ عظيم ،
.
أسأل الله لي ولكم الأمن يوم الفزع الأكبر
آمين
.
قلوبنا تحتاج لتطهيرها من ران
غشّاها طويلاً ،
.
نحتاج أن نعيد حساباتنا
أن نعود لنقرأ القرآن بقلب وجِل ،
.
ليس أحد على الله عزيز
كلنا سيحاسب
وسيقف بين يدي الله ليُسأل عمّا قدّم وأخّر ،
.
يحاولون اليوم بمختلف الوسائل
مسح عقيدة الخوف من قلوبنا
فالكل يعصي جهاراً نهاراً
ويقول الله غفور رحيم ..
نعم هو الغفور الرحيم سبحانه
لكنه أيضاً .. شديد العقاب .. شديد العذاب
.
نحن بشر لسنا ملائكة ،
فمن لم يخف لن يعمل !
فلا تضمن نفسك
فلست بمعصوم
ولا تأمن مكر الله
فالله خير الماكرين ،
.
روي عن ابي الدرداء رضي الله عنه أنه قال :
( ما أحد أمِنَ على إيمانه أن يُسْلَبَهُ عند الموت إلا سُلِبَه )
.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
وأخيراً ..
هو حديث لنفسي أولاً
ألا تطيلي الأمل
وأحسني العمل ،
وأكثري الدعاء بحسن الختام
فما ندري متى نموت
وعلى ماذا نُقبض
وما ندري أيُصار بنا إلى جنة أم إلى نار
.
حين تمرين بآيات العذاب يا نفس خافي
وابكي فلست بآمنة ،
وحين تمرين بآيات النعيم اعملي واجتهدي
رجاءً أن تكوني من أهله ،
.
يقولون - اللي ما بيحسب ما بيسلم -
وأنا أقول من لم يخف لن يأمن ،
.
غفر الله لي ولكم
ورزقنا قلوباً خاشعة
منيبة إليه
طامعة في ثوابه
راجية خير ما عنده ،
آمين
.
.

الاثنين، مارس 09، 2009

المولد النبوي ~

.
.
12 وقفة مع المحتفلين بيوم 12 ربيع الأول
.
.
حسن الحسيني
..
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين ،
أما بعد : فهذه وقفات مع المحتفلين بميلاد خير البشر
صلى الله عليه وآله وسلم ،
أسأل الله أن ينفع بها :
.
الوقفة الأولى :
.
لقد أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم بإتباع الشريعة الربانية ،
وعدم إتباع الهوى ،
قال تعالى :
.
( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون )
[ الجاثية : 18 ] ،
.
فالعبادات كلها توقيفيّة ،
بمعنى أنه لا مجال للرأي فيها ،
بل لا بد أن يكون المشرّع لها هو الله سبحانه وتعالى ،
ولذلك أمر الله نبيّه في أكثر من موضع بإتباع الوحي :
( إن اتبع إلا ما يوحى إليّ )
[ الأنعام : 50 ]
.
وقد قرّر العلماء أنّ :
العبادات مبنيةٌ على الإتباع لا الابتداع .
.
الوقفة الثانية :
.
لقد امتنّ الله تعالى على عباده ببعثة الرّسول
صلى الله عليه وسلم وليس بميلاده ،
قال تعالى :
.
( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
[ آل عمران :164 ] .
.
الوقفة الثالثة :
.
السلف الصالح لم يكونوا يزيدون من الأعمال
في يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأيام ،
ولو فعلوا لنقل إلينا !
ولا يخفى لأنهم أشدّ الناس حبًّا وتعظيمًا وإتباعا .
.
قال العلامة / أبي عبد الله محمد الحفار المالكي :
.( ألا ترى أنّ يوم الجمعة خير يومٍ طلعت عليه الشمس ،
وأفضل ما يفعل في اليوم الفاضل صومه ،
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مع عظيم فضله ،
فدلّ هذا على أنه لا تحدث عبادة في زمان ولا في مكان إلا إذا شرعت ،
وما لم يشرع لا يفعل ، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها ...
والخير كله في إتباع السلف الصالح )
[ انظر المعيار المعرب 7 / 99 ] .
.
.
الوقفة الرابعة :
.
انظر إلى فقه الفاروق عمر بن الخطاب
حين أرَّخ بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
رمز انتصار دينه ،
ولم يؤرّخ بمولده ووفاته ،
أتدري لماذا ؟
تقديماً للحقائق والمعاني
على الطقوس والأشكال والمباني !!
.
.
الوقفة الخامسة :
.
إن أوّل من أحدث بدعة المولد : الخلفاء الفاطميون
بالقرن الرابع للهجرة بالقاهرة ، فقد ابتدعوا ستة موالد :
المولد النبوي، ومولد الإمام علي
وفاطمة والحسن والحسين ،
ومولد الخليفة الحاضر ،
وبقيت هذه الموالد على رسومها
إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ،
ثم أعيدت في خلافة الحاكم بأمر الله سنة 524هـ
بعد ما كاد الناس ينسونها .
فعلى هذا لم تعرف الأمة هذا المولد قبل هذه الدولة ،
فهل هي أهلٌ للاقتداء بها ؟
والغريب أنّه وصل بالبعض ،
تفضيل ليلة المولد النبوي على ليلة القدر !!
.
.
الوقفة السادسة :
.
اختلف المؤرخون وأهل السير
في الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقيل : ولد في شهر رمضان ،
والجمهور : على أنه ولد في ربيع الأول ،
ثم اختلف هؤلاء في تحديد تاريخ يوم مولده على أقوال :
فقيل : اليوم الثاني من ربيع الأول قاله ابن عبد البرّ ،
وقيل : اليوم الثامن ، صححه ابن حزم ،
وهو اختيار أكثر أهل الحديث ،
وقيل : اليوم التاسع ،
وهذا ما رجّحه أبو الحسن الندوي ،
وزاهد الكوثري ،
وقيل : اليوم العاشر ، اختاره الباقر ،
وقيل : اليوم الثاني عشر ، نصّ عليه ابن إسحاق ،
وقيل : السابع عشر من ربيع الأول ،
وقيل : الثامن عشر من ربيع الأول
وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ
على عدم حرص الصحابة على نقل تاريخ مولده
صلى الله عليه وسلم إلينا ،
فلو كان في ذلك اليوم عبادة ،
لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها خلاف ،
ولنقل إلينا مولده على وجه الدقّة .
.
قال الشيخ القرضاوي :
( إذا نظرنا إلى هذا الموضوع من الناحية التاريخية :
نجد أنّ الصحابة رضوان الله عليهم ،
لم يحتفلوا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا بذكرى إسراءه ومعراجه أو هجرته ،
بل الواقع أنهم لم يكونوا يبحثون عن تواريخ هذه الأشياء !
فهم اختلفوا في يوم مولد النبي صلى الله عليه و سلم ،
فإن اشتهر أنه الثاني عشر من ربيع الأول ،
لكن البعض يقول : لا ،
الأصح اليوم التاسع من ربيع الأول وليس يوم الثاني عشر ،
وذلك لأنه لا يترتب عليه عبادة أو عمل ،
ليس هنالك قيام في تلك الليلة ولا صيام في ذلك اليوم ،
فلذلك المعروف أنّ الصحابة والتابعين والقرون الأولى
وهي خير قرون هذه الأمة لم تحتفل بهذه الذكريات !
بعد ذلك حدثت بعد عدة قرون بدأت هذه الأشياء ) .
.
.
الوقفة السابعة :
.
إنّ التاريخ الذي ولد فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
هو بعينه التاريخ الذي توفي فيه ! :
( يوم الاثنين 12 ربيع الأول ) ،
فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ،
نبّه على ذلك غير واحد من أهل العلم ،
منهم ابن الحاج المالكي ، والإمام الفاكهاني .
.
قال ابن الحاج المالكي :
( العجب العجيب : كيف يعملون المولد بالمغاني
والفرح والسرور كما تقدّم ،
لأجل مولده صلى الله عليه وسلم كما تقدّم
في هذا الشهر الكريم ؟
وهو صلى الله عليه وسلم
فيه انتقل إلى كرامة ربه عزّ وجل ،
وفجعت الأمة وأصيبت بمصابٍ عظيم ،
لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا ،
فعلى هذا كان يتعيّن البكاء والحزن الكثير
فانظر في هذا الشهر الكريم ـ والحالة هذه ـ
كيف يلعبون فيه ويرقصون )
[ المدخل 2 / 16 ] .
.
ولمراعاة هذا الخلاف ،
كان صاحب إربل يحتفل بالمولد ،
سنةً في ثامن شهر ربيع الأول ،
وسنة ً في ثاني عشرة !!!
[ انظر ابن خلكان 1 / 437 ] .
.
.
الوقفة الثامنة :
.
من الملاحظ أنّ انتشار الاحتفال بالمولد النبوي بين المسلمين ،
كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى ،
كما في الشام ومصر
فالنصارى كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده ،
وميلاد أفراد أسرته ،
فكان ذلك سببًا في سرعة انتشار تلك البدعة
بين المسلمين تقليدًا للنصارى .
.
حتى قال الحافظ السخاوي مؤيدًا الاحتفال بالمولد :
( وإذا كان أهل الصليب اتّخذوا ليلة مولد نبيّهم عيدًا أكبر ،
فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر ) !!
.
وقد تعقّبه الملا علي القاري :
.
( قلت : ممّا يردّ عليه أنّا مأمورون بمخالفة أهل الكتاب )
[ المورد الروي في المولد النبوي / 29 ] .
.
.
الوقفة التاسعة :
.
إنّ محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
لا تتحقّق بالاحتفال بمولده ،
وإنّما تتحقّق بالعمل بسنّته ،
وتقديم قوله على كل قول ،
وعدم ردّ شيء من أحاديثه ،
ولنعلم أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
قد وسعهم دين الله من غير احتفالٍ بمولده ،
إذًا فليسعنا ما وسع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه . والفرح بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ،
لا يمكن أن يقتصر على يومٍ واحدٍ ،
بل بكل لحظة من لحظات حياة المسلم ،
بالتزام أوامره واجتناب نواهيه ،
والخضوع لكل ما جاء به من عند الله تعالى ،
فلا تقف الفرحة أمام يومٍ واحدٍ ،
بل نجعل لنا من كل يومٍ جديدٍ ،
التزامًا أكثر بالسنة ، ،
لنحوّل ضعفنا إلى قوةٍ ،
ونرسي في أنفسنا قواعدَ عقيدتنا ،
ومبادئ الإسلام العظيم .
.
.
الوقفة العاشرة :
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال :
.
( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم،
فإنما أنا عبده، فقولوا عبدالله ورسوله )
[ البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ،
باب قول الله واذكر في الكتاب مريم ،
حديث رقم 3189 ] .
.
أكثر تلك الموالد فيها إطراءٌ ومبالغة في مدح الرسول
صلى الله عليه وسلم ،
والغريب أنّه حتى المؤيدين للموالد ،
قد أقرّوا بوجود الغلو الذي يصل إلى درجة الكفر !!
خاصةً عندما تجرّأ البعض على تأليف كتب عن المولد النبوي ،
ثم وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !
تأييدًا لذلك
.
يقول عبد الله الغماري
ـ أحد كبار الصوفية المعاصرين ـ :
( .. وكتب المولد النبوي ملأى بهذه الموضوعات ،
وأصبحت عقيدةً راسخة في أذهان العامة ،
وأرجوا أن يوفّقني الله إلى تأليفٍ حول المولد النبوي ،
خالٍ من أمرين اثنين : الأحاديث المكذوبة ،
والسّجع المتكلّف المرذول
والمقصود أنّ الغلو في المدح مذمومٌ لقوله تعالى :
.
" لا تغلوا في دينكم "
[ النساء : 171 ] ،
.
وأيضًا فإنّ مادح النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بأمر لم يثبت عنه ،
يكون كاذبًا عليه ، فيدخل في وعيد :
.
" من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النار "
[ انظر البخاري ، كتاب العلم ،
باب إتم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ،
حديث رقم 104 ] .
.
وليست الفضائل النبويّة مما يتساهل فيها
برواية الضعيف ونحوه ،
لتعلقها بصاحب الشريعة ونبي الأمة ،
الذي حرّم الكذب عليه وجعله من الكبائر ،
حتى قال أبو محمّد الجويني والد إمام الحرمين
بكفرِ الكاذب عليه صلى الله عليه وسلم .
وعلى هذا فما يوجد في كتب المولد النبوي
وقصة المعراج من مبالغات
وغلوٍ لا أساس له من الواقع يجب أن تُحرق ،
لئلا يُحرق أصحابها وقارئوها في نار جهنّم ،
نسأل الله السلامة والعافية )
[ من نقده لبردة البوصيري ص 75 ] .
.
وقد جرت العادة في الموالد
أن تختم بالعبارات البدعية
والتوسلات الشركيّة ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
.
.
الوقفة الحادية عشرة :
.
ما يدور في الموالد من المفاسد ،
لا تخفى على مسلم ،
من أهمها : أنّ المحتفلين بالمولد يرمون المخالفين
ـ وللأسف ـ
بعدم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم !!
متناسين بأنّ التعظيم والمحبة تكون بالإتباع لا الابتداع ،
وكذلك ما يجري داخل الموالد من إطفاء الأنوار
وهزّ الرؤس وتمايل الأكتاف و ..
ناهيك عن الأذكار المكذوبة والقصص الموهومة ،
.
ويقول الشيخ علي محفوظ الأزهري :
( فيها إسراف وتبذير للأموال ،
وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة منه ولا خير فيه )
[ الإبداع / 324 ] ،
.
والقواعد الشرعية تقضي بأنّ المباح ـ
وهذا على فرض أنه مباح ـ
إذا أدّى إلى محرّم
فإنّه يحرم من باب سدّ الذرائع ،
فكيف وهو يحوي على المنكرات !!
.
.
الوقفة الثانية عشرة :
.
وقد أجمع المسلمون على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي ،
لكنهم اختلفوا في حسنه وقبحه ،
فذهب البعض منهم إلى أنه بدعة حسنة :
كابن حجر والسيوطي والسخاوي ..
وغيرهم ،
نظرا للمصلحة التي ظنوا حصولها !!
لكن العلماء المحقّقين ،
المتقدّمين منهم والمتأخرين ،
أفتوا بحرمة الاحتفال بالمولد ،
عملاً بالأدلة الشرعية التي تحذّر من البدع في الدين ،
والأعياد والاحتفالات من أمور الشريعة ،
ووقفوا أمام فتح باب شر متيقّن لخيرٍ موهوم ؟
ثم ما وعاء هذا الخير المزعوم ،
عملٌ لم يفعله الرسول ولا صحابته
ولا التابعون لهم بإحسان قروناً طويلة !!
علمًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ،
لم يفرّق بين بدعة حسنة وأخرى سيئة ،
بل قال :
( كل بدعة ضلالة )
[ سنن ابن ماجه 42 ] !
.
قال الإمام مالك :
( من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة ،
فقد زعم أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة !!
لأن الله يقول :
" اليوم أكملت لكم دينكم "
[ المائدة : 3 ] ،
فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا )
[ الاعتصام للشاطبي ] .
.
.
وفي الختام :
.
وختامًا أسأل الله أن يأذنَ لهذه الورقات بالقبول عنده ،
وأن يُنْتفع بها ، فإن المُنية الانتفاعُ بها ،
وليس وراء القبول مُبْتغى، ولا سواه مُرْتَجى ،
فاللهم إن مفزعَنَا إليك لا إلى غيرك،
فثبت أقدامنا على الحق ،
وبصَّرنا بأنفسنا ،
ولا تجعل من عملنا لأحدٍ سواك شيئاً،
والله الهادي إلى سواء السبيل ،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.


بحث عن: