الطريق إلي عز المسلمين
الأمة فى خطر
سلب المقدسات
بلايا أهل الإيمان
طريق التمكين

الجمعة، مايو 22، 2009

" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "

.
.
.
.
فاطمئني يا قلوب
بذكر علام الغيوب
ولتخضعي في النداء
في الشروق وفي الغروب
ولتسلكي خير الدروب
ولتذكري رب السماء
ذكراً كثيراً في الرخاء
لتسلمي هول الخطوب
وما أصابك من بلاء
ففيه تكفير الذنوب
ولتحذري درب الشقاء
ففيه والله العناء
ولتستري كل العيوب
لا تبالي حينما
تبكي العيون على الذنوب
أما علمت بأنه
ثمار ذكرك للرحيم
ضياء قلبٍ وسعة عيشٍ
وتفريجٍ للكروب
وبه الدواء لكل داء
وبه شفاء للسقيم
وهو السبيل إلى النجاة
وهو الطريق المستقيم
سبق المفردون
فسابقي نحو الكريم
واشتري الجنات بالذكر العظيم
لا يكن حظك منه
كحظ مسكين عقيم
.
إشراقة الدعوة
.
.

الأربعاء، مايو 20، 2009

بيقولو " الدنيا حلوة "

.
.
كثيراً ما يردد الناس هذه العبارة
" الدنيا حلوة "
وأنا قاربت عامي الثاني والعشرين وحتى الآن لم أرى
" الدنيا الحلوة " التي يتحدثون عنها !
بل ربما أراها بالعكس " بشعة " و كثيراً ..!
.
فكّرت كثيراً وقرأت وكتبت
في موضوع أن الدنيا دار اختبار
وليست دار الفرح والمسرّات
..
ولعلي مازلت أحتاج دعماً نفسياً وإيمانياً يقويني
لتطمئن نفسي وترضى ..
.
اللهم رضّينا وارضَ عنّا ..
.
وبما أنّي حتى الآن
في هذه الدنيا " البشعة " في نظري
لم أجد إنساناً يعينني بعد ربي ،
فسأقوم بهذا الدّور بنفسي بعد عون الله لي .
.
-------
.
سأخبرني بدايةً ..
أن اليقين هو أول ما يحتاج منّي للترسيخ
وأول قاعدة في اليقين أجدني أحتاجها
في قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ،
حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،
وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه " السلسة الصحيحة .
.
فلا مفر
نصيبي من هذه الحياة هو نصيبي
حزنت أو فرحت ،
لن يُغيّر هذا شيئاً
إن تيقّنت بهذا ارتحت .
.
-------
.
ثاني قاعدة في اليقين
في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عبّاس :
" يا غلام ، إني أعلمك كلمات :
احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ،
إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،
رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي
.
سبحان الله العظيم ..
.
كم أخاف من البشر ، وهم ضِعاف
وكم تصيبني هواجس " لو قالوا ولو عملوا "
مع أن المقدّر مكتوب
ولن يضرني قولهم ولا فعلهم ،
وكم نطلب العون من فلان وعلّان
ولا معين غير الله سبحانه .
.
فأسأل الله أن يعفو عنّا ويسامحنا ..
.
-------
.
بعدها أراني بحاجة إلى كثيرٍ من الصبر لأقطع حبل اليأس
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم :
في نفس حديث بن عبّاس
في وراية أخرى غير رواية الترمذي :
" احفظ الله تجده أمامك ،
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ،
واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك
وما أصابك لك يكن ليخطئك ،
واعلم أن النصر مع الصبر ،
وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً "
.
فالصّبر هو الدّرس الأهم أراه هاهُنا
لكني من القومٌ الذين يستعجلون
عوّدنا عصر السرعة أن نحصل على كل ما نريد
في أقصر وقت ممكن
فأصبحنا ملولين سريعين الضجر ..
لا نتحمّل أن نصبر ساعات فضلاً عن أيام وشهور .
.
ولو رجعت للصبر في القرآن وصحيح السنة
لما اتسعت الصفحات
لعظيم ما جاء في الحث على الصبر وفضل الصابرين
فأوصيني أن أعود لكتاب ربي
فيقيناً سأجد فيه ما يروي الظمأ ..
.
-------
.
قال ربي جل في علاه في كتابه العظيم :
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً "
.
حقاً وصدقاً لا ريب فيه ،
لا يغلب عسرٌ يسرين ،
هل آمنا بالقرآن ؟
هل انشرحت صدورنا بما فيه ؟!
.
اللهم أصلح فساد قلوبنا ..
.
-------
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى :
" أنا عند ظن عبدي ، فليظن بي ما شاء "
.
فما ظنّي بربي ؟
أهو خيرٌ أم ماذا .. ؟
ألم أعلم أن ربي حليم ودود
رؤوف لطيف
يجيب المضطر ويكشف الضر
أفلا أظن به خيراً وأنه سيعطيني ما أتمنى وزيادة ..
.
سبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك ..
.
-------
.
ألم يقُل الله تعالى :
" وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ َ
وعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "
.
" فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً "
.
فالعلم عند الله هو الخبير بعباده
لعل الخير فيما أكره والشر فيما أريد ..
نحن لا ندري
والله وحده يعلم
ونحن نحسن الظن بربنا أنه سيختار لنا الخير
وسيعطينا إياه في الموعد الأفضل
فعلامَ الهم ؟!
.
-------
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك :
" ... وإن الله أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا
ومن سخط فله السخط ... "
.
والواجب علينا بعد كل هذا أن نرضى بما قدّره الله لنا
وإن زارنا الألم يوماً أن نحتسب
فالله لا يضيع الأجر
ولا خير من قبل ولا من بعد إلا في الرضى
.
فاللهم رضّينا وارضَ عنّا ..
.
-------
.
أخيراً ..
.
الموضوع ذو شجون
ولو أردت أن أقول كل ما لديّ لن أنتهي اليوم ،
هذا بعضُ ما جال في خاطري
بعد ليالٍ طويلة كابدتني فيها الهموم
ولم أجد فيها خليلاً مؤنساً
ولا صاحباً وفياً ..
ورأيت ما يضيّق صدري أحقر من أن أعكّر به صفو أمّي
ودموعي قد جفّت بعد طول البكاء
ولم أجد باباً أطرقه غير باب السماء ..
.
فسألت الله لي من كل همٍ فرجاً
ومن كل ضيقٍ مخرجاً
وأن يرزقني الله من حيث لا أحتسب
.
طمأنينة وسكينة
وانشراحاً لصدري ..
.
فهداني الله
.
لأرى الخلل فيني أنا وليس فيما حولي ..
.
وأن كل ما أنشده من راحة البال
وكثيرٍ من أمانيّ
لن تكون إلا مع الله
وفي الطريق إلى الله
.
فأسأل الله العظيم من فضله
هو الجواد الكريم ..
.
.

الخميس، مايو 14، 2009

" الدين النصيحة "

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
أحياناً يتسلل اليأس إلى قلوبنا
من كثرة ما نرى من المُجون والفسق
في الشوارع والأسواق والمطاعم
وعلى شاشات التلفزة
وعلى صفحات المجلات والجرائد ..
وسبحان الله كلما بدأ الإحباط ليتمكن منّا
تأتي بارقة أمل
لتخبرنا بأن الدنيا بخير
ولازال في الأمة خير كثير ..
فالحمد لله
.
.
---
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ الدين النصيحة
قلنا : لمن يا رسول الله ؟
قال : لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم }
.
---
.
قبل أيام قرأت في موقع " المسلم "
خطاب العلماء لوزير الإعلام السعودي
وهذا نصه :
.
" صاحب المعالي الدكتور :
عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه وفقه الله
وزير الثقافة والإعلام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
أما بعد فندعو الله تعالى لكم بالتوفيق والسداد
والإعانة على حمل هذه الأمانة العظيمة.
.
تقدم إليكم بهذا الكتاب نصحاً لله تعالى
وتجاوباً مع تصريحكم المنشور في جريدة المدينة
17/3/1430هـ
بدعوة العلماء وأهل الصلاح للمشاركة
وتقديم المقترحات
وإن أول مقترح نتقدم به إليكم :
إنشاء لجنة شرعية إشرافية في الوزارة
بالتعاون مع دار الإفتاء ،
وفي المادة الخامسة عشرة من السياسة الإعلامية
إشارة قوية إلى ذلك.
والرجاء فيكم كبير أن يتم الإصلاح الإعلامي على أيديكم
ابتغاء مرضاة الله جل وعلا ،
فلقد ظهر لنا تجذر الانحراف في وزارة الثقافة والإعلام في التلفاز ،
والإذاعة ، والصحافة ، والنوادي الأدبية ، ومعارض الكتاب.
وتبني مشروع تغريب المرأة السعودية ،
واختزال حقوقها في السفور والتبرج واختلاطها بالرجال ،
وفتح الباب على مصراعيه للفكر الليبرالي .
إضافة إلى الغناء والمعازف ، ونشر صور النساء ،
والحرص على خروج المغنيات والمذيعات
من السعوديات وغيرهن فيه ،
والسعي في اختلاطهن بالرجال في مبنى الوزارة .
والسماح للصحف والمجلات الخليعة بدخول المملكة ،
التي لا تسلم من الفكر المنحرف
وصور النساء الفاتنة على أغلفتها وداخلها.
وهذا لاشك بأنه محرم شرعا .
وهو أيضا مخالف لأنظمة الدولة الرسمية والأوامر الملكية
والسياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية - فلا عذر لأحد -
ومن ذلك .... "
.
لمتابعة نص الخطاب هُـنا
.
ووقّع هذا الخطاب أكثر من ثلاثين عالماً
من عُلماء السنة
في المملكة العربية السعودية
ولله الحمد والمنّة
.
فأسأل الله أن يباركهم
ويبارك جهودهم
ويرفع قدرهم
ويوفقهم
ويوفق ولاة أمور هذه البلاد
لما في خير للإسلام والمسلمين
.
اللهم آمين
.
.

الاثنين، مايو 11، 2009

على قدر التعب تكون الراحة ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
قبل قليل كنت أقرأ مقال في أحد المنتديات
يتساءل فيه الكاتب متى الراحة ؟
.
سؤال يخطر على بال كُل مُتعَب
أتعَبَتهُ الحياة بما فيها
فأمسى يرتقب الراحة
.
وأجاب الكاتب على السؤال
أن لا راحة مرجوّة في هذه الدنيا
.
فالله سبحانه قال في مُحكم كتابه :
.
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ "
.
الدنيا دار اختبار وتعب
دار مصائب وفتن ،
دار هموم وأحزان
دار إبتلاءات وكروب
وكل إنسان عنده من الهم ما يكفيه
.
فالغريب أتعبته غربته
والمذنب أتعبه ذنبه
والمريض أتعبه مرضه
والفقير أتعبه فقره
والوالد أتعبه ولده
والولد أتعبته دراسته
والعاطل أتعبه الفراغ
والموظف أتعبه العمل ..
.
وكلٌ بما ابتلاه الله ..
والحمدلله ..
.
فأي راحة تُرجى في دنيا جُبلت على كدَر !
.
فالمؤمن الفطِن يُدرِك حقيقة الدنيا
ويعرف ما السعادة
وأين ومتى ستكون الراحة
وكيف ينالها ..
فيستعين بالله
ويتوكل عليه
ويعمل لما خُلِق له ..
.
روي عن أحد علماء السلف
أنه كان ينام ساجداً ،
فقال له أصحابه : لو أرحت نفسك .
فقال : راحتها أريد .
.
سبحان الله العظيم ..
.
وروي أنه قيل لأحمد بن حنبل متى الراحة ؟
فقال : إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت .
.
اللهم إنا نسألك الجنة ..
.
وسمعت مرّة قصة لا أذكر ممن سمعتها
لعلي سمعتها في درس لشيخ من مشايخنا
غفر الله لنا ولهم
.
يقول راوي القصة :
[ أخبرني زميل دراسة من نيجيريا ،
وكان رجل صاحب أمانة ،
أخبرني أن أمه كانت توقظه في الثلث الأخير من الليل ،
فقال ذات مرة : يا أماه أريد أن أرتاح قليلأً
فردت أمه : ما أوقظك إلا لراحتك يا بني
فإذا دخلت الجنة ارتحت ] .
.
لا إله إلا الله ..
.
وأختم مقالي بما قاله ابن القيم
في كتابه مدارج السالكين
في فصل ( الصبر في البلاء )
- والدنيا كلّها ابتلاء -
.
قال رحمه الله :
.
" أجمع عُقلاء كل أمّة على أن
النّعيم لا يُدرك بالنّعيم
وأن من رافق الراحة فارق الراحة
وحصل على المشقة وقت الراحة
في دار الراحة
فبقدر التعب تكون الراحة " .
.
جعلني الله وإياكم من سعداء الدّارين
آمين
.
.

الخميس، مايو 07، 2009

" ففيهما فجاهد "

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
سأبدأ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم
روى أحمد والنسائي وابن ماجه
.
عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه قال :
.
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك
أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة
قال : ويحك أحية أمك ؟
قلت : نعم
قال : ارجع فبرها
ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت :
يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك
أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة
قال : ويحك أحية أمك ؟
قلت : نعم يا رسول الله
قال : فارجع إليها فبرها
ثم أتيته من أمامه فقلت :
يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك
أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة
قال : ويحك أحية أمك ؟
قلت : نعم يا رسول الله
قال : ويحك الزم رجلها فثم الجنة "
.
سبحان الرحمن الرحيم
.
ونحن قد قدّر الله لنا الغربة
فعشنا كما عاش أجدادنا من قبل
بعيداً عن والدينا وأهلونا وبلادنا ..
فترى ديارنا خاوية
إلا من عجوز أو عجوزة
قد أنهكتهم الحياة
ورسمت تجاعيد وجوههم ،
وأوحشتهم الوحدة ..
هدوء قاتل يسكن زوايا دارهم الخواء
حيث لا مؤنس ولا حبيب ..
.
منذ وقت ليس بالقصير
وأنا أتمنى أن يكون جدي وجدّتي في بيتنا
نخدمهم ونعمل على راحتهم
نؤنسهم ونأنس بهم ..
يكفيهم غربة في وطن
فما الوطن إن كان بغير عزوة وأحباب
وأرى أن حقهم بعد عمر طويل مرير شاق
أن يطمئنوا ويرتاحوا
ويكونوا بين أبنائهم وأحفادهم
يهنؤون بقربهم ..
.
---
.
وبعد عناء ..
أخيراً ..
جدّي وجدتي هُنا بيننا
فرحة تغمرني ..
أشعر أني بحاجة لِأَن ُأقبّل أقدامهم طويلاً
وأقول لهم
أنتم بركتنا .. أنت جنتنا ..
.
جدي رغم ظروفه الصحية
سعيد أنه بيننا
جدتي مازالت تشعر أنها ثقيلة علينا
فهي على حد قولها " ختيارة كركوبة " وستثقلنا بها .!
غفر الله لنا ولها ..
لكنها لا تعلم حتى الآن مدى سعادتنا بها
ولو عملت أننا يقيناً كسبنا ولم نخسر ،
ظفرنا ولن نخيب بإذن الله
فخدمتها وجدّي جنة نطلبها منذ حيينا
وقد تكرّم ربنا أن فتح لنا باب من أبوابها
حين صاروا بيننا ..
.
قد يفكّر البعض أن العجائر هَمْ فعلاً
ومسؤولية هُم بِغِنَى عنها
لكني - من فضل الله علي -
أراهم ثواباً .. أراهم جنّة ..
.
أطال الله أعمارهم وأعمارنا في طاعته ..
لكن لنكون واقعيين ..
الموت حق فكلنا سيموت
وهم بارك الله لنا بهم
قد بلغوا من الكبر عتيّاً
فنظفر بهم فنسعد ونُسعِدُهم
قبل أن يغلق الباب - باب الجنة المفتوح اليوم لنا -
بموت أحدنا عاجلاً أم آجلاً ..
فنـُحرَم الثواب
ونبكي على ما فات
ولن يجدي حينها دموعٌ ولا بكاء ..
.
اللهم يا بر يا كريم بلّغنا بر آباءنا وأمهاتنا
وبلّغ آباءنا وأمهاتنا بر آبائهم وأمهاتهم ..
اللهم آمين
.
وأختم بالحديث الذي رواه البخاري :
جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
يستأذنه في الجهاد
فقال له : أحي والداك ؟
قال : نعم
فقال : " ففيهما فجاهد "
.
.
فلنتأمل هاتين الكلمتين الغالييتين
اللتان تحتاجان صفحات لشرحها
حتى تصل إلى عقولنا وقلوبنا
وندرك أهمية وخطورة الأمر ،
وأن بر الوالدين أعظم
وأهم وأجل منزلة من الجهاد ..

.

فسبحان الله الرحيم
.
.

السبت، مايو 02، 2009

" إِنها تذكرة "

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين أبدأ
غصّة تكاد تقتلني
ما هكذا يجب أن نكون .
تذكرت قول الله تعالى :
.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }
.
فازداد همّي ..
نحن نـُـنَظـّر على من حولنا وقولاً
ونخون أنفسنا عملاً !

.
كلماتي صريحة
ولعل البعض يراها فضيحة
لكنها بكل حال تبقى
نصيحة
.
---------
.
في يوم من الأيام
ولا يهُم أي يوم كان
فكل الايام قد أصبحت سواء
كنت أجالس فلانة من الناس
والتسميات أيضاً هُنا غير مهمة ..
بدأ الحديث عادياً
وما هي إلا دقائق حتى تحوّل الحديث إلى سيرة علاّنة ..
فلانة بينها وبين علاّنة خصومة
وبدأ الحديث يأخذ منحاً آخر ..
وأنا أستمع ..!
وبدأت النفس الأمّارة بالسوء تهوّن الأمر
فهي تذكر مواقف قد حصلت
فلا شيء يستدعي القلق ..
.
في الواقع قد ذكرنا خطأها وعيوبها
وغفلنا عن عيوب أنفسنا !
ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
أعلم أن علاّنة راكبها الغلط
ولا شك ..
لكن سؤالي ..
هل هذا يبيح لنا غيبتها ؟؟؟
.
---------
.
في هذه الأيام كثرت المناسبات
تتفاوت بين أحزان وأفراح ..
وجمعات للنسوة ، يكثر فيها اللغط ..
والغلط ..
وإن افترضنا حُسن نية
لكن الغيبة غيبة مهما تلوّنت
وأنا لا أرى فيها حُسناً بكل صورها ..
.
أتساءل أصرنا نبرر لأنفسنا !
أم أننا صرنا لا نبالي !
.
---------
.
الدين والخلق متلازمان
ومن فرّق بينهما فهو مخطئ
نعم مخطئ !
فلا دين بلا خلق
ولا يغني الخلق إن كان بغير دين ..
.
لعلنا نسينا ..
ونحتاج لأن نتذكر
وأن نغسل قلوبنا قبل ذلك بالإستغفار
.
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
.
---------
.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"هل تدرون ما الغيبة ؟ "
قلنا : الله ورسوله أعلم ،
قال : " ذِكْرُك أخاك بما يكرهه
قيل : أرأيت إنْ كان في أخِي ما أقوله ؟
قال : "إنْ كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْته،
وإن لم يَكن فيه فقد بَهَتَّه"
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .
.
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك:
ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه
أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه
أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك
مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
.
والغيبة أمرها عظيم
وقد عدّها بعض العلماء من الكبائر
فقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر
لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة
ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
.
قال سفيان بن عيينة :
(( الغيبة أشد من الدّيْن ، الدّيْن يُقضى ، والغيبة لا تُقضى )) .
.
وقال سفيان الثوري :
(( إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك )) .
.
وأذكّر نفسي وإياكم بهذا الحديث :
.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
( قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة
و يباعدني عن النار ؟
قال : لقد جئت تسأل عن عظيم
وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه :
تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
وتصوم رمضان وتحج البيت ،
ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟
الصوم جُنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ،
وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا :
.
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ "
.
ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟
قلت : بلى , يا رسول الله قال :
" رأسٍ الإسلام ، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد "
ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟
" فقلت بلى يارسول الله ،
فأخذ بلساني وقال : كف عليك هذا
فقلت : يا نبي الله ، و إنا لمؤاخذون بما نتكلم ؟
فقال: ثكلتك أمك ،
وهل يكب الناس في النار على وجوههم
أو قال : على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟! )
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
.
وأختم فأقول لنفسي
ولمن وقع يوماً في غيبة مسلم أو مسلمة
أقول كما قال ابن المبارك :
.
إذا هممت بالـنطـق في الباطل .. فاجـعـل مـكـانـه تسـبيحـاً
اغتنام السكوت أفضل من خوض .. وإن كنت في الحديث فصيحاً
.
أقول لنفسي أيضاً
ولمن كان يوماً مجالساً لمغتاب :
.
سمعك صُنْ عن سماع القبيح .. كصون اللسان عن القول به
:إنك عند استماع القبيح .. شـريك لـقـائـلـه فانتبـه
.
.
اللهم اكفنا شر أنفسنا وشر ذنوبنا
وشر النفاق وسوء الأخلاق
اللهم آمين .. .
.


بحث عن: