.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين أبدأ
غصّة تكاد تقتلني
ما هكذا يجب أن نكون .
تذكرت قول الله تعالى :
.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }
.
فازداد همّي ..
نحن نـُـنَظـّر على من حولنا وقولاً
ونخون أنفسنا عملاً !
.
كلماتي صريحة
ولعل البعض يراها فضيحة
لكنها بكل حال تبقى
نصيحة
.
---------
.
في يوم من الأيام
ولا يهُم أي يوم كان
فكل الايام قد أصبحت سواء
كنت أجالس فلانة من الناس
والتسميات أيضاً هُنا غير مهمة ..
بدأ الحديث عادياً
وما هي إلا دقائق
حتى تحوّل الحديث إلى سيرة علاّنة ..
فلانة بينها وبين علاّنة خصومة
وبدأ الحديث يأخذ منحاً آخر ..
وأنا أستمع ..!
وبدأت النفس الأمّارة بالسوء تهوّن الأمر
فهي تذكر مواقف قد حصلت
فلا شيء يستدعي القلق ..
.
في الواقع قد ذكرنا خطأها وعيوبها
وغفلنا عن عيوب أنفسنا !
ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
أعلم أن علاّنة راكبها الغلط
ولا شك ..
لكن سؤالي ..
هل هذا يبيح لنا غيبتها ؟؟؟
.
---------
.
في هذه الأيام كثرت المناسبات
تتفاوت بين أحزان وأفراح ..
وجمعات للنسوة ، يكثر فيها اللغط ..
والغلط ..
وإن افترضنا حُسن نية
لكن الغيبة غيبة مهما تلوّنت
وأنا لا أرى فيها حُسناً بكل صورها ..
.
أتساءل أصرنا نبرر لأنفسنا !
أم أننا صرنا لا نبالي !
.
---------
.
الدين والخلق متلازمان
ومن فرّق بينهما فهو مخطئ
نعم مخطئ !
فلا دين بلا خلق
ولا يغني الخلق إن كان بغير دين ..
.
لعلنا نسينا ..
ونحتاج لأن نتذكر
وأن نغسل قلوبنا قبل ذلك بالإستغفار
.
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
.
---------
.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"هل تدرون ما الغيبة ؟ "
قلنا : الله ورسوله أعلم ،
قال : " ذِكْرُك أخاك بما يكرهه"،
قيل : أرأيت إنْ كان في أخِي ما أقوله ؟
قال : "إنْ كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْته،
وإن لم يَكن فيه فقد بَهَتَّه"
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .
.
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك:
ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه
أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه
أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك
مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
.
والغيبة أمرها عظيم
وقد عدّها بعض العلماء من الكبائر
فقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر
لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة
ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
.
قال سفيان بن عيينة :
(( الغيبة أشد من الدّيْن ، الدّيْن يُقضى ، والغيبة لا تُقضى )) .
.
وقال سفيان الثوري :
(( إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك )) .
.
وأذكّر نفسي وإياكم بهذا الحديث :
.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
( قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة
و يباعدني عن النار ؟
قال : لقد جئت تسأل عن عظيم
وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه :
تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
وتصوم رمضان وتحج البيت ،
ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟
الصوم جُنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ،
وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا :
.
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ "
.
ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟
قلت : بلى , يا رسول الله قال :
" رأسٍ الإسلام ، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد "
ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟
" فقلت بلى يارسول الله ،
فأخذ بلساني وقال : كف عليك هذا
فقلت : يا نبي الله ، و إنا لمؤاخذون بما نتكلم ؟
فقال: ثكلتك أمك ،
وهل يكب الناس في النار على وجوههم
أو قال : على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟! )
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
.
وأختم فأقول لنفسي
ولمن وقع يوماً في غيبة مسلم أو مسلمة
أقول كما قال ابن المبارك :
.
إذا هممت بالـنطـق في الباطل .. فاجـعـل مـكـانـه تسـبيحـاً
اغتنام السكوت أفضل من خوض .. وإن كنت في الحديث فصيحاً
.
أقول لنفسي أيضاً
ولمن كان يوماً مجالساً لمغتاب :
.
سمعك صُنْ عن سماع القبيح .. كصون اللسان عن القول به
:إنك عند استماع القبيح .. شـريك لـقـائـلـه فانتبـه
.
.
اللهم اكفنا شر أنفسنا وشر ذنوبنا
وشر النفاق وسوء الأخلاق
اللهم آمين ..
.
.