.
.
كثيراً ما يردد الناس هذه العبارة
" الدنيا حلوة "
وأنا قاربت عامي الثاني والعشرين وحتى الآن لم أرى
" الدنيا الحلوة " التي يتحدثون عنها !
بل ربما أراها بالعكس " بشعة " و كثيراً ..!
.
فكّرت كثيراً وقرأت وكتبت
في موضوع أن الدنيا دار اختبار
وليست دار الفرح والمسرّات
..
ولعلي مازلت أحتاج دعماً نفسياً وإيمانياً يقويني
لتطمئن نفسي وترضى ..
.
اللهم رضّينا وارضَ عنّا ..
.
وبما أنّي حتى الآن
في هذه الدنيا " البشعة " في نظري
لم أجد إنساناً يعينني بعد ربي ،
فسأقوم بهذا الدّور بنفسي بعد عون الله لي .
.
-------
.
سأخبرني بدايةً ..
أن اليقين هو أول ما يحتاج منّي للترسيخ
وأول قاعدة في اليقين أجدني أحتاجها
في قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ،
حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،
وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه " السلسة الصحيحة .
.
فلا مفر
نصيبي من هذه الحياة هو نصيبي
حزنت أو فرحت ،
لن يُغيّر هذا شيئاً
إن تيقّنت بهذا ارتحت .
.
-------
.
ثاني قاعدة في اليقين
في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عبّاس :
" يا غلام ، إني أعلمك كلمات :
احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ،
إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،
رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي
.
سبحان الله العظيم ..
.
كم أخاف من البشر ، وهم ضِعاف
وكم تصيبني هواجس " لو قالوا ولو عملوا "
مع أن المقدّر مكتوب
ولن يضرني قولهم ولا فعلهم ،
وكم نطلب العون من فلان وعلّان
ولا معين غير الله سبحانه .
.
فأسأل الله أن يعفو عنّا ويسامحنا ..
.
-------
.
بعدها أراني بحاجة إلى كثيرٍ من الصبر لأقطع حبل اليأس
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم :
في نفس حديث بن عبّاس
في وراية أخرى غير رواية الترمذي :
" احفظ الله تجده أمامك ،
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ،
واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك
وما أصابك لك يكن ليخطئك ،
واعلم أن النصر مع الصبر ،
وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً "
.
فالصّبر هو الدّرس الأهم أراه هاهُنا
لكني من القومٌ الذين يستعجلون
عوّدنا عصر السرعة أن نحصل على كل ما نريد
في أقصر وقت ممكن
فأصبحنا ملولين سريعين الضجر ..
لا نتحمّل أن نصبر ساعات فضلاً عن أيام وشهور .
.
ولو رجعت للصبر في القرآن وصحيح السنة
لما اتسعت الصفحات
لعظيم ما جاء في الحث على الصبر وفضل الصابرين
فأوصيني أن أعود لكتاب ربي
فيقيناً سأجد فيه ما يروي الظمأ ..
.
-------
.
قال ربي جل في علاه في كتابه العظيم :
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً "
.
حقاً وصدقاً لا ريب فيه ،
لا يغلب عسرٌ يسرين ،
هل آمنا بالقرآن ؟
هل انشرحت صدورنا بما فيه ؟!
.
اللهم أصلح فساد قلوبنا ..
.
-------
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى :
" أنا عند ظن عبدي ، فليظن بي ما شاء "
.
فما ظنّي بربي ؟
أهو خيرٌ أم ماذا .. ؟
ألم أعلم أن ربي حليم ودود
رؤوف لطيف
يجيب المضطر ويكشف الضر
أفلا أظن به خيراً وأنه سيعطيني ما أتمنى وزيادة ..
.
سبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك ..
.
-------
.
ألم يقُل الله تعالى :
" وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ َ
وعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "
.
" فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً "
.
فالعلم عند الله هو الخبير بعباده
لعل الخير فيما أكره والشر فيما أريد ..
نحن لا ندري
والله وحده يعلم
ونحن نحسن الظن بربنا أنه سيختار لنا الخير
وسيعطينا إياه في الموعد الأفضل
فعلامَ الهم ؟!
.
-------
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك :
" ... وإن الله أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا
ومن سخط فله السخط ... "
.
والواجب علينا بعد كل هذا أن نرضى بما قدّره الله لنا
وإن زارنا الألم يوماً أن نحتسب
فالله لا يضيع الأجر
ولا خير من قبل ولا من بعد إلا في الرضى
.
فاللهم رضّينا وارضَ عنّا ..
.
-------
.
أخيراً ..
.
الموضوع ذو شجون
ولو أردت أن أقول كل ما لديّ لن أنتهي اليوم ،
هذا بعضُ ما جال في خاطري
بعد ليالٍ طويلة كابدتني فيها الهموم
ولم أجد فيها خليلاً مؤنساً
ولا صاحباً وفياً ..
ورأيت ما يضيّق صدري أحقر من أن أعكّر به صفو أمّي
ودموعي قد جفّت بعد طول البكاء
ولم أجد باباً أطرقه غير باب السماء ..
.
فسألت الله لي من كل همٍ فرجاً
ومن كل ضيقٍ مخرجاً
وأن يرزقني الله من حيث لا أحتسب
.
طمأنينة وسكينة
وانشراحاً لصدري ..
.
فهداني الله
.
لأرى الخلل فيني أنا وليس فيما حولي ..
.
وأن كل ما أنشده من راحة البال
وكثيرٍ من أمانيّ
لن تكون إلا مع الله
وفي الطريق إلى الله
.
فأسأل الله العظيم من فضله
هو الجواد الكريم ..
.
.