الطريق إلي عز المسلمين
الأمة فى خطر
سلب المقدسات
بلايا أهل الإيمان
طريق التمكين
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تعالوا نؤمن ساعة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تعالوا نؤمن ساعة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، يناير 29، 2010

حتى تكفى همك ويغفر ذنبك ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ
فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟
فَقَالَ : مَا شِئْتَ .
قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ ؟
قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ .
قُلْتُ النِّصْفَ ؟
قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ .
قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟
قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ .
قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟
قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .
.
قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب)
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب"
.

قال الشوكاني رحمه الله :

" قوله : ( إذن تكفى همك ويغفر ذنبك )

في هاتين الخصلتين جماع خير الدنيا والآخرة ؛

فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها ؛

لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة .

ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ؛

لأنه لا يوبق العبد فيها إلا ذنوبه " انتهى .

" تحفة الذاكرين "

.

وسئل علماء اللجنة :

قول الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم :

أفأجعل لك صلاتي كلها ؟

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :

( إذا تكفى همك ... ) إلى آخر الحديث .

ما معنى : أفأجعل صلاتي لك كلها ؟

فأجابوا : " المراد بالصلاة هنا : الدعاء ،

ومعنى الحديث :

الحث على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي

صلى الله عليه وسلم ،

لما في ذلك من الأجر العظيم " انتهى .

" فتاوى اللجنة الدائمة "

.

وقال علماء اللجنة الدائمة :

" هذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه

ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة ،

وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

فيجمع بين الأمرين " انتهى .

" فتاوى اللجنة الدائمة "

.

.

.

( المصدر / موقع الإسلام سؤال وجواب )

.
.

الجمعة، يناير 15، 2010

خسوف الشمس والقمر ~

.
.
.
.
.
.
بسم الله
والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
اللهم صلي وسلم على السراج المنير خير الأنبياء مقاماً وأحسنهم كلاماً ،
لبنة التمام ومسك الختام محمد بن عبد الله صلى الله عليه
وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
أما بعد ..
شهد معظم العالم العربي صباح اليوم أطول خسوف للشمس في هذا القرن
تحدث الكثير في هذا الحدث ومازالوا يتحدثون والكل ينظّر حسب ما يراه وما يعتقده
كثرت الآراء وكثرت معها الخلافات التي لا تنتهي ولن تنتهي ..
.
العلم حياة ، و بحر زخار ، وقد أمرنا ديننا الحنيف بالعلم والتعليم وحث على ذلك
وجعل له فضل كبير وثواب عظيم ، ليكون دافعاً لكل مسلم أن يخلع عنه الجهل ويتعلم ،
يتعلم كل ما هو مفيد كل ما له قيمة ونفع للإنسان
لكن من المؤسف أن نجد هذا المتعلم الذي لولا الله ما كان شيئاً يتطاول وبتفزلك
وينسف ديناً أجمعت الأمة عليه سنين طوال
وعصور مضت لم نسمع فيها من ينقد هذه الأصول
ليأتي اليوم الصغير فيتطاول على الكبار أعجب فعلاً لهذا ..
.
لا شك ولا ريب أن الجيل الأول هم الأخيار بشهادة النبي المختار
وما من زمان يأتي إلا هو شر من الذي كان قبله ..
فنعوذ بالله من الشرورو والفتن ما ظهر منها وما بطن ..
.
- - -
.
خسوف الشمس والقمر ~
.
آياتان كثر الحديث عنهما شرّق البعض وغرّب الآخر
وأنا أتصور أن لدينا حكماً فيهما يكفي ولا نحتاج لفلسفة المتفلسفين اليوم
فقد خسفت الشمس في زمان النبي صلى الله عليه وسلم
فتعالوا نتأمل ونتدبر حاله صلى الله عليه وسلم حينها :
.
روى البخاري في صحيحه عن أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال :
خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقام يجر ثوبه مستعجلا ، حتى أتى المسجد ، وثاب الناس ،
فصلى ركعتين فجلي عنها ، ثم أقبل علينا ، وقال :
( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ،
فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا ، وادعوا الله حتى يكشفها ) .
.
روى البخاري في صحيحه عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
خسفت الشمس ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا ، يخشى أن تكون الساعة ،
فأتى المسجد ، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله ، وقال :
هذه الآيات التي يرسلها الله ، لا تكون لموت أحد ، ولا لحياته ،
ولكن يخوف الله بها عباده ، فإذا رأيتم شيئا من ذلك ،
فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره .
.
روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، فقام فأطال القيام ،
ثم ركع فأطال الركوع ،ثم قام فأطال القيام ، وهو دون القيام الأول ،
ثم ركع فأطال الركوع ، وهو دون الركوع الأول ،
ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ،
ثم انصرف ، وقد انجلت الشمس ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ،
فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله ، وكبروا وصلوا وتصدقوا . ثم قال :
يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته
يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا .
.
وروى الألباني في إرواء الغليل بسند صحيح
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :
انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع
فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع
ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في آخر سجود فقال : أف أف
ثم قال رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم
ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون
ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته وقد أمحصت الشمس . .
.
.
ولا أرى في وصف صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لحاله غموض بل العكس ،
ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يفزع إلى الصلاة إلا بحكمة
وهو صلوات ربي عليه لا ينطق عن الهوى
ولم تكن خطبته وما ذكر فيها ودعاءه في سجوده وبكائه لم يكن أي من ذلك عبثاً أو عشوائياً ،
حاشاه صلى الله عليه وسلم ،
فأعجب لمن يتفنن في التأويل والتلاعب بالمعاني والألفاظ !
ليصرف الناس عن الإتعاظ بالآيات ،
ويهوّن عليهم ما آل له المسلمون اليوم من كثرت المعاصي والمنكرات
على خلاف ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس
في زمان لا يختلف اثنين في كونه زمن الأطهار والصديقين
ومع ذلك قال النبي ما قاله ودعا بما دعا ..
.
سبحان الله ..
كل شيء خلقه الله عز وجل بقدر
للتذكرة والعبرة ليتعظ من كان له قلب ،
وهو سبحانه من أخبرنا : " وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً "
.
وهو الذي أخبرنا بأن المصائب نتيجة ذنوبنا :
" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ "
.
ثم يأتي المتفزلكون ليقولوا أرى ورأيي وهذه أمور فلكية
لها حسابات وأمور معلومة ومدروسة ! ولا علاقة بينها وبين حال الناس ..
سبحان الله ..
وإن كانت حسابات معلومة للبشر فهذا لا ينفي كونها آيات مرسلة
ثم من أتقن صنعها أليس هو الواحد الأحد الذي أحسن كل شيء خلقه
سبحانه هو الذي قدّر فهدى .. وجعل لكل شيء أجل مسمى ..
بيده ملكوت كل شيء .. يقدر ولا نقدر .. وهو الذي علّم الإنسان ما لا يعلم
أشهد أن لا إله إلا هو سبحانه أحسن الخالقين ..
.
اللهم زدنا منك قربا
وزد بالآيات بك إيماننا
ولا تزغ يا رب قلوبنا بعد إذ هديتنا
والحمدلله رب العالمين ..
.
.
.

الأربعاء، يناير 13، 2010

قصة قصيرة وعبرة عظيمة ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
.
.
.
ربّ كلمةٍ أو قصةٍ قد لا يلتفتُ إليها أكثر الخلق ،
يكونُ لها من الوقع في النفس ، والأثر في القلب ، ما لا يكون في غيرها ..
وها هي القصة بين يديك ..
تأملها وأدرها على صفحة قلبك ، وغذّ بها فكرك ،
واسرحْ معها بروحك .. وتأمل أثرها فيك ..
.
- - -
.
روي أن فقيراً سألَ أحد الصالحين كسرةً يسد بها رمقه ،
فما كان من الرجل الصالح إلا أن بادر وأعطى الفقير ديناراً كاملاً !!!!!
فقيل له في ذلك .. يعاتبونه ..
فقال : إن كان هو لا يعرف قدر نفسه ، فلا أدع كرم نفسي !!
.
- - -
.
توقفتُ مع هذه القصة القصيرة ، التي لم تتجاوز اسطر أربعة ،
وظللتُ أدير فيها فكري ، ثم أخذت أتمتم :
.
سبحان الله !!
هذا كرم مخلوق مع مخلوق ..!!
وإنما أراد الأول كسرةً فحسب ، ولعله لم يتطلع إلى أكثر من هذا .. !!
فأعطاه صاحبنا فوق ما طلب ، وربما فوق ما حلم به أصلاً !!
فكيف لو قرعنا باب المولى سبحانه في ضراعة وأدب ورجاء !!؟
كيف وبحر جوده يروي كل من يرده ؟؟!
كيف وهو سبحانه يستحي أن يرد كف عبده اذا رفعها إليه في ضراعة !!؟
كيف وهو يحب أن نلح عليه بالدعاء ، ليفيض علينا من خزائن كرمه !!؟
وبقيت أجول بقلبي مع هذه المعاني ، وسرحت روحي وسبحت ،
حتى ترقرقت عيني بالدموع ، ووجدت نفسي أناجي مولاي سبحانه :
.
اللهم إن هذا ( العبد ) أعطى عبداً من عبادك فوق ما طلب ،
وإني أطلب منك وألح عليك ، وأديم قرع بابك ،
وأنت الكريم العظيم المنان ، من ليس كمثلك شيء ،
ألح عليك ليلي ونهاري ،
طالبا منك رضاك ،
والدرجات العليا من الجنة ،
وظني بك أنك مبلغي ما طلبت ،
فهل في الوجود من هو أكرم منك !؟
وظني بك أنك معيني على سلوك الطريق الموصل إلى ذلك ..
بل ظني بك أنك مبلغي فوق ما طلبته منك ..
وما ذلك عليك بعزيز ..
اللهم لو لم ترد نيل ما أرجوه منك ، ما علمتني الطلبا ..!!!
ولا وفـقتني إلى هذه الوقفة مع هذه القصة لأهز بها قلبي إليك !
فلك الحمد حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه ،
ملء سمواتك وأرضك وملء ما بينهما ..
.
.
(( القصة والتعليق عليها : من موقع طريق التوبة ))
.
.

الخميس، ديسمبر 31، 2009

الأدب بين العلماء ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم . . . . .

. اللهم ارزقنا الأدب .. اللهم حسن أخلاقنا كما حسنت خلقتنا ،

وآتي نفوسنا تقواها فأنت خير من زكاها ،

وأدبنا على الأخلاق التي أرسلت بها نبيك صلى الله عليه وسلم ،

واشرح صدورونا لذلك ،

واجعلنا ممن يقبل الحق ابتعاء مرضاتك على لسان أي أحد .

اللهم آمين .. . .

الجمعة، ديسمبر 18، 2009

الهجرة دروس وعبر ~

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
.
أما بعد :
.
يُوسف وُيؤلمُ كلَ مسلم غيور ،
أن الأمة تحتفل مع بداية كل عام هجري جديد
بذكرى هجرة المصطفى في الوقت الذى نَحَّت فيه شريعته وانحرفت عن سُنَّته.
واختارت لنفسها من المناهج الأرضية والقوانين الوضعية.
ما ينقص من الأساس زعمها الباهت أنها تكرم سيد البشرية !!
بل لقد أصبحت السيرُة اليوم تعرضُ لمجرد الإعجاب السالب
أو للدراسة النظرية البحتة وكأننا لسنا مطالبي بأن نعيش هذه السيرة
وأن نحولها في حياتنا إلى منهج حياة وإلى واقع يتحرك في دنيا الناس
فيسمعُ كثيرٌ من المسلمين السيرة ، وينطلق ولسان حاله يردد ..
كان يا مكان في سالف الأيام على عهد النبي عليه الصلاة والسلام .
مع أن الله جل وعلا لم يبعث محمداً إلا ليكون قدوة
متجددة على مر الأجيال والقرون ،
وإلا ليكون مثلاً أعلى لكل زمان ومكان . فقال سبحانه :
.
" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً "
.
نعم لقد أدبه الله ورباه على عينه ..
وشرح له صدره .. ورفع له ذكره ووضع عنه وزره
وأعلى له قدره وزكاه في كل شئ .
.
زكاه في عقله فقال سبحانه : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى " [النجم :2]
.
وزكاه في صدقه فقال سبحانه :
" َمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى " [ النجم : 3]
.
وزكاه في صدره فقال سبحانه " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ " [ الشرح:1]
.
وزكاه في ذكره فقال سبحانه :
" وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " [ الشرح:4]
.
وزكاه في حلمه فقال سبحانه :
" بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " [ التوبة :128]
.
وزكاه في علمه فقال سبحانه :
" عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى " [ النجم : 5]
,
وزكاه في خلقه فقال سبحانه :
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " [ القلم: 4]
.
فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خيرُ خلف الله كلهم ..
فلقد جمع الله في شخص المصطفى القدوة الحية الكاملة
للمنهج التربوي الإسلامي على مدار التاريخ كله .
.
فهو رسول يتلقى الوحى من الله جل وعلا
ليربط الأرض بالسماء بأعظم رباط وأشرف صلة.
.
وهو رجل سياسة يقيم الأمة من فتات متناثر ،
فإذا هى بناءٌ لا يطاوله بناء وغيرَّ مجرى التاريخ
في فترة لا تساوى في حسبا الزمن شيئاً .
.
وهو رجلٌ حربٍ يضع الخطط ،
ويقود الجيوش كقائد متخصص في القتال
فكان إذا صمتت الألسنة وبلغت القلوب الحناجر قام في الميدان
ينادى بأعلى صوته : « أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ »
.
وهو أب ، وزوج ، ورب أسرة كبيرة تحتاج كثيراً من النفقات
– من نفقات النفس والتربية والتوجيه فضلاً عن نفقات المال –
فيقوم بهذا الدور الكبير على أعلى نسق شهدته الأرض وعرفه التاريخ.
.
وهو عابد خاشع خاضع لربه كأنه ما خلق إلا للعبادة
وكأنه قد تفرغ لها ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض ،
أخذت عقلَه وفكرَه وروحَه وعرقَه ودمه كل هذا العظمات ،
كل هذه الطاقات ، وكل هذه الأشخاص المتفرقة تجمع في شخص المصطفى .
.
فهو القدوة الطيبة والمثل الأعلى الذى يجب ألا تكون سيرته ماضياًَ أبداً
بل يجب أن تكون سيرته الزكية شعلة توقد شموسَ الحياة
ودماءً تتدفق في عروق المستقبل والأجيال.
.
مقتطفات من خطبة بعنوان / الهجرة دروس وعبر

للشيخ / محمد حسان - حفظه الله -

.
.

الأربعاء، أكتوبر 28، 2009

قليل من أدب !

.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير
.
في الحياة هناك أمور واسعة وأخرى ضيقة !
أمور لا تحتمل الرأي
لأن الحق فيها ظاهر ،
.
وأخرى فيها متسع للإختلاف والآراء
فلا تكن دكتاتورياً فيها وتفرض رأيك
و تعتقد قطعاً أن رأيك هو وحده الصواب !
.
في جانب الدين وهو الأهم
هناك أحكام قطعية وأخرى ظنية
هناك أصول لا مجال فيها للرأي والنقاش
وفروع تحتمل الاجتهاد والاختلاف
لكن ليس أي اختلاف
فهناك اختلاف مذموم
واختلاف سائغ مقبول ..
.
وكما يردد دوماً الشيخ العالِم
محمد حسان
حفظه الله وبارك في عمره وعلمه
يقول الشيخ :
" لو وضعت المسائل الخلافية في بوتقة الخلاف الفقهية
وظُللت بأدب الخلاف .. فلا خلاف ؛؛
إذ لو سكت من لا يعلم .. لسقط الخلاف "
.
إذ للخلاف آداب ، وللعلم أصول وأحكام
وليست فوضى كما نرى اليوم ،
كل من تيسر له فقرأ أسطراً من كتاب
صار يفتي الناس ويتصدر مجالسهم ،
بل وقد يفتتح قنوات فضائية ويديرها
لينظـِّر للعالم باسم العلم بلا علم !
.
أما قضية الحرب على المخالف فهذه طامة أخرى
أقول : لا تتبنوا سياسة الظلم ،
من ليس معنا فهو ضدنا !!
.
من الممكن أن نختلف ونبقى أصدقاء ..
من الممكن أن نختلف ويبقى الود ..
فلا تشن حرباً ضروس على كل مخالف لك
فهذا بطرٌ للحق !
.
إذ أن الاختلاف موجود من الزمن الأول ،
لكن " قلة الادب " والمعذرة على اللفظ
هي التي لم تكن توجد !
وهنا يكمن الفرق جلياً !!
.
نحن اليوم نعيش في عالم هائج
يمور بالفتن موراً
وطغت الأنا لدى الكثير
فتشبث برأيه وقاتل دونه
ولو علم يقيناً ببطلانه !
.
كذلك غلب الهوى العقل
فصار كلٌ يحكم على هواه
ويريد أن تكون الدنيا مفتوحة للحرية بلا حدود
ومن لم يعجبه فليجلس في داره
وليغلق عليه بابه !
.
أي منطق هذا ؟!!
.
هي فوضى !
والفوضى مقيتة
.
والطريق الآمن في هذه المعمة
والله تعالى أعلم
هو بأمران لا ثالث لهما ..
الأمر الأول : الإنصاف ،
فمن أنصف الحق ولو من نفسه اهتدى
ومن أنصف عقله على هواه وشهوته نجا
فالإنصاف كله خير ..
.
أما الأمر الآخر الذي لا ينكره ذو لب منصف
أن الإنسان ضعيف ومهما كان ،
هو قاصر وبحاجة لمعونة الرب الخالق
وهو فقير إليه ،
ومن عرف هذا الحق
عرف أن أمر الرب الحق حق
والتزم التضرع للحق أن يريه طريق الحق
ومن يهدي الله فلا مُضِل له ..
.
ختاماً أقول :
نحن نحتاج إلى مساحة من الأدب وإن اختلفنا ..
وقد كررتها مراراً وأكررها ..
.
أقول كما قال ابن المبارك رحمه الله :
" نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم "
.
فكن مؤدباً أولاً ، والعلم يأتي لاحقاً بالتعلّم ..
أما من حاز العلم وخسر الأدب فكبّر عليه أربعاً ..
.
.


بحث عن: