أستودعكم الله ~

.

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

بعد سويعات قليلة بإذن الله تعالى

سأغادر من الغربة إلى الوطن

أو من الوطن إلى الغربة

لا فارق بينهما كبير !

.

لأول مرة في حياتي

سأقضي العيد في وطني !

لا أعرف كيف سيكون !

لكني أؤمل خيراً

.

جميلة العودة بعد طول الغياب

وصعبة أيضاً !

صعب أن تنتمي لوطن

أنت فعلاً لا تشعر بالإنتماء إليه

تحبه وتخافه

في البعد حلو وفي القرب مر !

أهلٌ لا تجد أي عوامل مشتركة بينك وبينهم

وأغراب صاروا كأهلك !

مشاعر مضطربة

لا أدري هل أنا سعيدة لهذه الرحلة أم لا !

هل عندما ستحط الطائرة أرض الوطن

ويفتح الباب وأستنشق عبق الوطن

سأنتشي أم أتكدر !

وسينشرح الصدر أم يضيق !

.

رغم كل شيء

سأبقى متفائلة

وسأتمنى أن يكون عـيـد سـعـيـد

.

عـيـد سـعـيـد

لن أنسى فيه فلسطين

ولن أنسى فيه أقصانا

ولن أنسى فيه هم

أخذت العهد على نفسي

أن يبقى يجري مع الدم في الوريد

.

رغم كل شيء

سأتمنى لي ولكم

عـيـد سـعـيـد

.

الدنيا لن تصفو جُملة

ولن تكون يوماً كما نريد

لكنها سنة الله في الخلق

رغم كل شيء

سأحيا بأمل

وسأتمنى لكل المسلمين عـيـد سـعـيـد

.

فـ كل عام وأنتم بخير وسعادة

وصحة وعافية ورضى

كل عام والمسلمين بخير

أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين

بالخير والعافية والتآلف والمحبة

ووحدة الكلمة والصف

والفتح والعزة والنصر المبين

آمين ..

.

وصيتي ختاماً ..

في هذه الأيام المباركة ،

لا تزال ألسنتكم رطبة بذكر الله ..

ولا تنسوا صيام يوم الخميس ( يـوم عـرفـة )

.

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن صوم يوم عرفة ؟ فقال :

" أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده "

.

لا تنسوني من صالح دعائكم

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

.

.

بـانـة

.

فجر / الاثنين

6 ذو الحجة 1430

.

.

.

عذراً أقصانا ~

.

.

.

.

بسم الله

والحمدلله

ولا حول ولا قوة إلا بالله

والصلاة والسلام على رسول الله

.

لا أعرف ماذا أقول

فقد طال النداء وطال توجّعي ..

.

بالأمس تصدّر قائمة الأخبار

خبر أصاب فؤادي وأسال مدمعي وأقض مضجعي

.

" كلينتون يقتحم الأقصى مع متطرفين يهود بحماية قوات الاحتلال "

.

متابعة لمسلسل الانتهاكات لمقدساتنا ..

أنجاس في أرض الطهر ،

وأنين المقدس يعلو ..

والمسلمون يعلو ضجيجهم ..

لا غضباً للقدس

كلا

بل هي الكرة قد أخطأت الهدف !!

.

هتافات لكرة ..

أصبحت عند المسلمين قمة البطولة ..

ونحيب الأقصى لم يعُد له صدى ..

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

.

عار وأي عار ..

,

يقتحم كلينتون والإحتلال الصهيوني الأقصى الشريف

في حين شغل المسلمون بمباراة كرة ..

وصياح واشتباكات .. في الملعب لأجل الكرة .. بين أبناء الأمة الواحدة

وتعدّي بعضهم على بعض .. وعصبيات ونعرات هُيّجَت من أجل كرة ..

عار وأي عار !!!

.

تتصدر قائمة الأخبار ..

.

مقتل 9 مسلمين في هجمات جنوب تايلاند .

.

أمريكية تنزع حجاب مسلمة بالقوة في شيكاغو .

.

1000 فلسطيني مهددون بالنزوح من القدس بسبب هدم منازلهم .

.

كلينتون يقتحم الأقصى مع متطرفين يهود بحماية قوات الاحتلال .

.

قتلى وجرحى في انفجار شمالي العراق .

.

جنود بريطانيون يعيدون جرائم أبو غريب بحقّ العراقيين .

.

والأشد ألماً ..

أن أقرأ بين هذه الأخبار ..

أخبار التافهين

التعصب الكروي وانشغال العرب المسلمون به ..

وتفاهات تشغل الشباب عن قضاياهم !

.

في حين نجد أن

" ناشطون سويديون يجهزون سفينة لكسر الحصار عن غزة "

.

أوّاه من هذا الهوان !!

.

غصّة تكاد تقتلني !

.

هذا الذي يصيب المسلمين اليوم

هو الذي حذّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم

قبل 1430 سنة ..

.

قال عليه الصلاة والسلام :

{ يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .

فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟

قال : بل أنتم يومئذ كثير ،

ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،

ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ،

وليقذفن الله في قلوبكم الوهن .

فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟

قال : حب الدنيا وكراهية الموت }

.

" الـوهـن "

صدقت يا رسول الله

" حب الدنيا وكراهية الموت "

هو داءنا العضال

حب الدنيا وكراهية الموت !

.

.

يا رب أصلح حال المسلمين واهدِ قلوبهم

يا رب ردهم للحق رداً جميلاً

.

يا رب قلوب الخلق بين يديك

فيا رب انزع من قلوب شباب المسلمين

حب الشهوات والتفاهات ،

واملأ قلوبهم بحبك وحب نبيك

والصدق في كل أحوالهم يا رب ..

.

يا رب ائذن لنا أن نتوب ..

وخذ بنواصينا إليك لنعود ..

.

يا رب ائذن لدينك أن ينتصر

ولشرعك أن يُحكّم يا رب العالمين

إنك على كل شيء قدير ..

آمين آمين آمين ..

.

.

صراع الحضارات ~

.

.

بـسـم الله الـرّحـمـن الـرّحـيـم

.

.

تقدم الطفل ذو الملامح الغربية إلى المحاسب في البوفِيْه ،

و بدأ حديثه باللهجة الأمريكية :

Excuse me sir, can I have one French fries "

" ! one iced strawberry juice and a bottle of water please

.

ليتبعه مباشرةً طفلٌ آخر يملي طلباته :

" يا محمد .. عطنا واحد همبرجر و واحد بطاط و واحد ببسي ، هاه !! "

.

كنت أقف خلفهما منتظراً دوري ،

بل كنت شاهداً على صراع الحضارات الثقافي أعلاه ،

الحضارة الغربية والحضارة الشرقية ..

صراعٌ في مخيلتي فجره طفلان لم يبلغا العاشرة من العمر ،

و دون حتى أن يشعرا بذلك ..

أطرقت برهة من الزمن .. و في رأسي عشرات الأسئلة ،

لم أكن أبحث عن إجاباتٍ لها بقدر ما كنت أحاول ترتيب عشوائيتها ،

أسئلةٌ يصب بعضها في التربية و بعضها في الدين ، و الآخر في الآداب .

.

تضمنت كلمات الطفل الغربي عباراتٍ مثل :

عفواً ... سيدي .. لو سمحت ..

في حين لم يكن من الطفل (ابن البلد) إلا أن بدأ حديثه بِـ "يا محمد" ،

قالها كأسلوب نداءٍ رسمي و معتبر ،

و أتبع ذلك بأوامر شيءٌ يبعث على الخجل ،

أن يكون لدينا القرآن الكريم و سنة نبيه المصطفى

- عليه وعلى آله أفضل الصلاة و التسليم -

و لا نتذكر قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

.

قبل سنواتٍ قليلة فقط ،

قامت قائمتنا ولم تقعد عندما أساء الغرب لنبينا الكريم ،

ولم نحرك ساكنين أمام كل الابتذالات التي تحصل بشكل يومي منا و من غيرنا ،

و أعلنا مقاطعة منتجاتهم و لم نفكر في إصلاح نتاجنا الشخصي و الفكري قبل ذلك ..

.

وصل دوري بينما كنت غارقاً في خضم كل تلك التساؤلات ،

فلمحت الطفل الغربي يأخذ طلبه و يقول :

" .Thank you sir "

.

وقبل أن أبدأ التفوه بطلبي سمعت الطفل (ابن البلد) يقول :

" وين الكتشب ياخي .. شفيك انت !! "

.

ارتسمت على شفتي ابتسامة ،

ربما لأن لدي طفلاً أبسط حقوقه علي هو زرع مكارم الأخلاق فيه ..

.

.

( كــمــا وصـلـنـي عـبـر الـبـريــد الإلـكـتـرونـي )

.

.