.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير
.
في الحياة هناك أمور واسعة وأخرى ضيقة !
أمور لا تحتمل الرأي
لأن الحق فيها ظاهر ،
.
وأخرى فيها متسع للإختلاف والآراء
فلا تكن دكتاتورياً فيها وتفرض رأيك
و تعتقد قطعاً أن رأيك هو وحده الصواب !
.
في جانب الدين وهو الأهم
هناك أحكام قطعية وأخرى ظنية
هناك أصول لا مجال فيها للرأي والنقاش
وفروع تحتمل الاجتهاد والاختلاف
لكن ليس أي اختلاف
فهناك اختلاف مذموم
واختلاف سائغ مقبول ..
.
وكما يردد دوماً الشيخ العالِم
محمد حسان
حفظه الله وبارك في عمره وعلمه
يقول الشيخ :
" لو وضعت المسائل الخلافية في بوتقة الخلاف الفقهية
وظُللت بأدب الخلاف .. فلا خلاف ؛؛
إذ لو سكت من لا يعلم .. لسقط الخلاف "
.
إذ للخلاف آداب ، وللعلم أصول وأحكام
وليست فوضى كما نرى اليوم ،
كل من تيسر له فقرأ أسطراً من كتاب
صار يفتي الناس ويتصدر مجالسهم ،
بل وقد يفتتح قنوات فضائية ويديرها
لينظـِّر للعالم باسم العلم بلا علم !
.
أما قضية الحرب على المخالف فهذه طامة أخرى
أقول : لا تتبنوا سياسة الظلم ،
من ليس معنا فهو ضدنا !!
.
من الممكن أن نختلف ونبقى أصدقاء ..
من الممكن أن نختلف ويبقى الود ..
فلا تشن حرباً ضروس على كل مخالف لك
فهذا بطرٌ للحق !
.
إذ أن الاختلاف موجود من الزمن الأول ،
لكن " قلة الادب " والمعذرة على اللفظ
هي التي لم تكن توجد !
وهنا يكمن الفرق جلياً !!
.
نحن اليوم نعيش في عالم هائج
يمور بالفتن موراً
وطغت الأنا لدى الكثير
فتشبث برأيه وقاتل دونه
ولو علم يقيناً ببطلانه !
.
كذلك غلب الهوى العقل
فصار كلٌ يحكم على هواه
ويريد أن تكون الدنيا مفتوحة للحرية بلا حدود
ومن لم يعجبه فليجلس في داره
وليغلق عليه بابه !
.
أي منطق هذا ؟!!
.
هي فوضى !
والفوضى مقيتة
.
والطريق الآمن في هذه المعمة
والله تعالى أعلم
هو بأمران لا ثالث لهما ..
الأمر الأول : الإنصاف ،
فمن أنصف الحق ولو من نفسه اهتدى
ومن أنصف عقله على هواه وشهوته نجا
فالإنصاف كله خير ..
.
أما الأمر الآخر الذي لا ينكره ذو لب منصف
أن الإنسان ضعيف ومهما كان ،
هو قاصر وبحاجة لمعونة الرب الخالق
وهو فقير إليه ،
ومن عرف هذا الحق
عرف أن أمر الرب الحق حق
والتزم التضرع للحق أن يريه طريق الحق
ومن يهدي الله فلا مُضِل له ..
.
ختاماً أقول :
نحن نحتاج إلى مساحة من الأدب وإن اختلفنا ..
وقد كررتها مراراً وأكررها ..
.
أقول كما قال ابن المبارك رحمه الله :
" نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم "
.
فكن مؤدباً أولاً ، والعلم يأتي لاحقاً بالتعلّم ..
أما من حاز العلم وخسر الأدب فكبّر عليه أربعاً ..
.
.