بِكَ يَا زَمَانَ اللهُو أشْكُو غُرْبَتِي

.

.

بسم الله الرحمن الرحيم

.

.

.

في زمن تغيّرت فيه المفاهيم

وقـُلِبَت فيه الموازين

فلا أكاد أعرف ما الذي يسعى إليه الناس

وإلى أين يريدون أن يصلوا

.

حين أتصفّح وجوه البشر أشعر بالوحشة

وحين أكون بينهم أشعر بالغربة

غالباً أُحِسّ بالبرد

حتى في الصيف

ولا أعرف الدفء بين الناس إلا نادراً

فلم تعُد لتلك المشاعر الدافئة معنى ها هُنا

.

أحتار كيف سأرد لأقنع فلانة وعلانة

أنني سعيدة هكذا كما أنا

لا أحتاج لـ لهوكم

وليس لي رغبة أن أكون يوماً مثلكم

لكن هيهات أن تقتنع أو أن تتركني وشأني !

.

في يوم من هذه الأيام

لا أذكر تاريخه ولا حتى أي يوم كان

كل ما أذكره نِقاشاً مطولاً كما في كل مرة ،

محاولة متكررة منها لأن يتغير فيني شيء

مما تراه رجعية ..

.

" .. انتي ما بتعرفي مصلحتك

الدنيا غير اللي انتي متصورتيها

الدنيا حلوة ..

جربي وشوفي ..

وهادا ما بيتعارض مع الدين،

الدين يسر

وهادا اللي عم تعمليه تشدد

عيشي حياتك ..

وكيت .. وكيت .. وكيت .. "

.

في آخر مرة لم أحاول أن أناقشها

فالنقاش مع مثلها عقيم لا يُجدي

بعبارة واحدة فقط سأرد ،

و بابتسامة صفراء قلت :

كل واحد على دينو الله يعينو

.

أنا أعلم يقيناً أن زماننا هذا قد تغيّر

وتغيّرت معه عقول وقلوب الناس

وشُغلت فيه بالباطل عن الحق

واستهان الناس بما كان حقاً أن يُعظـّم

وأشغلتهم أمور ودَعَاوَى

لا أجدُ لها - من فضل الله عليَّ - في قلبي مكان

أولوياتي .. طموحاتي .. أهدافي ..

أحلامي وأمنياتي .. وغالب اهتماماتي ..

كلها عنهم غريبة ..

لم يحزنني هذا بقدر ما أزعجني إلحاحهم

وتدخلهم فيما لا يعنيهم

لذا أجدني اليوم سأضطر لأتحدث مثلهم

ولأقول حُرية شخصية

ولا أحب أي شخص منهم أن يتدخل في حُريتي

.

وإن كان الطريق الذي اخترته صعباً وشاقاً

ولعله موحشاً في نظرهم ،

وقد مال عنه الكثير يُمنة أو يُسرة

أو حتى تخلوا عنه

فهذا لا يعني أني سألتفت لما يقولون

أو أن أطلب ما يطلبون

فالدنيا ملعونة

هكذا أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم

ولن تكون بإذن الله يوماً لي غاية

.

مفاهيم أؤمن بها

قد يصعب علي أن أوضحها لمن حولي غالباً

لكن يكفيني أن أرضاها لنفسي

بعد أن رضيها لي ربي

وإن لم ترضِ الناس

سأذكّر نفسي بأن إرضاء الناس غاية لا تُدرك

وسأواسيها بحديث حبيبي وقدوتي صلى الله عليه وسلم

.

« بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا

فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ »

.

حينها يقيناً لن أغتم ..

و بعون الله لي إيماني في صدري سيغنيني ..

.

.