في البعد أحلى ~

.

.

بسم الله الرحمن الرحيم

. اللهم لك الحمد ،

أنت نور السماوات والأرض ،

ولك الحمد ،

أنت قيم السماوات والأرض ،

ولك الحمد ،

أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن

فلك الحمد .

. .

رحلة قصيرة ..

لكنها بما فيها طويلة ..

لن أسرد أحداث وتفاصيل كثيرة ..

سأكتفي بعد هذه الرحلة

بأن أقتبس من حروف الكاتبة لبابة أبو صالح ،

فهي تشاركني هذا الشعور

وهي كذلك كانت أقدر على التعبير مني ..

.

تقول لبابة في مجموعتها القصصية " أرجوحتي " :

.

( الآن حانت العودة إلى بلاد الغربة ..

بل حان وقت الرحيل وترك الوطن ..

ماذا أهي عودة أم رحيل ؟! ..

هل تبكي أم تضحك ؟! ..

هي الآن في حيرة هي من أقحمت نفسها بها ..

هل كان لازما أن تدخل من سمِّ الخياط وتعاني ضيق الفتحة !! )

.

تقول أيضاً في القصة ذاتها :

.

( أعادها إلى حيث الغربة .. حيث السكينة ..

وحيث تعيش في جنة تنقصها بضعة أشجار وكومة ياسمين

وبضع نفحات عليلة لم تلوثها أنفاس نفوس مريضة ..

هي جنة بالتأكيد ما دامت ليست الجحيم الذي تعيشه هذه الفترة

في وطن لم يمنحها إلا الأسف ..

حتى الآن تعيش في صدى سؤالها الصدئ ..

هل وطنها من رماها إلى غربتها ؟! ..

أم أن الغربة من اختطفتها من وطنها ؟!..

أم أنها ليست سوى أرجوحة

ربما يأتي يوم وينقطع حبلاها لتسقط حيث الخواء .. )

.

.

---------- .

.

مبدعة يا لبابة ..

أشعر بكل حرف كتبته ،

وأحسه يمتزج بدمي ويجري في عروقي !

. .

----------

. .

أود أن أقول أني لم أكن تعيسة في هذه الرحلة !

لكني أيضاً لم أكن سعيدة !

أنا لم أكن أرغب بالمغادرة !

لكني كذلك لا أطيق البقاء !

.

أنا فعلاً أحب تلك الأرض بهواءها وماءها

أحبها بصيفها وشتاءها ، ببردها وقسوته ..

لكني لا أستطيع العيش فيها ..

.

أشتاق وأحن ..

لكني أفضل البعد ..

فهي في البعد أحلى ..

وهي في البعد أغلى ..

للأسف ..

لكنها الحقيقة ..

التي لا يمكنني إنكارها ..

.

وأختم .. فأتمنى .. .

أتمنى أن يأتي اليوم

الذي أستطيع فيه أن أشعر ببلدي بالأمان ..

لأحبه حينها عن قرب .. !

أتمنى .. !

. .