الطريق إلي عز المسلمين
الأمة فى خطر
سلب المقدسات
بلايا أهل الإيمان
طريق التمكين

السبت، ديسمبر 26، 2009

ما ثبت في يوم عاشوراء ~

.
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الأمين المبعوث رحمة للعالمين
.
عاشوراء في التاريخ :
.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال :
«مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ
فَصَامَهُ مُوسَى، قال: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»
[رواه البخاري 1865].
قوله: «هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ»
في رواية مسلم:
«هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه».
قوله: «فصامه موسى»زاد مسلم في روايته:
«شكراً لله تعالى فنحن نصومه»
وفي رواية للبخاري: «ونحن نصومه تعظيماً له».
ورواه الإمام أحمد بزيادة:
«وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً».
قوله: «وأمر بصيامه»
وفي رواية للبخاري أيضا: «فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا».
.
وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة،
فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت:
«إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه»..
قال القرطبي: "
لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام.
وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة
قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به
فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث،
وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء
في حديث أبي موسى قال:
«كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا»
وفي رواية مسلم: «كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا»
وفي رواية له أيضا: «كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيدا،
ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم».
ققال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَصُومُوهُ أَنْتُمْ» [رواه البخاري].
وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود
حتى يصام ما يفطرون فيه، لأن يوم العيد لا يصام".
(انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله
في فتح الباري شرح صحيح البخاري).
.
فضل صيام عاشوراء : . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ
إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ»
[رواه البخاري 1867]
ومعنى "يتحرى"
أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله»
[رواه مسلم 1976]
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد
تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.
.
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء :
.
روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:
«حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ".
قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
[رواه مسلم 1916].
.
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون:
"يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع".
.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب:
أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه،
وكلّما كثر الصيام في محرّم كان أفضل وأطيب.
.
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء :
.
قال النووي رحمه الله:
"ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم
في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ.
الثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ،
كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ، ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ.
الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ،
فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ". انتهى.
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب،
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ
مِثْلُ قَوْلِهِ في عَاشُورَاءَ: «لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لاَصُومَنَّ التَّاسِعَ»".
(الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم).
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث:
«لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»
ما همّ به من صوم التاسع
يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له
وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم".
.
حكم إفراد عاشوراء بالصيام :
.
قال شيخ الإسلام:
"صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ.".
(الفتاوى الكبرى ج5).
وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي:
"وعاشوراء لا بأس بإفراده.."
(ج3 باب صوم التطوع).
.
صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟
.
قال الإمام النووي رحمه الله:
"يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ، وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ.
ثم قال رحمه الله: صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ،
وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ،
وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ...
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ،
فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ،
وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ، و
َرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً
أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ".
(المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ،
وَعَرَفَةَ، وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ".
(الفتاوى الكبرى ج5).
.
بدع عاشوراء :
.
سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ، وَالاغْتِسَالِ،
وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ، وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ..
هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ؟ أَمْ لا؟
.
الْجَوَابُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ،
وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَلا غَيْرِهِمْ،
وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا،
لا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا الصَّحَابَةِ،
وَلا التَّابِعِينَ، لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا،
.
وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ
مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ،
وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ..
وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
«أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ».
وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ.
.
ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث
ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال:
.
"فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ: إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ، وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ،
تُظْهِرُ مُوَالاتَهُ وَمُوَالاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ، تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ،
وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ، وَشَقِّ الْجُيُوبِ،
وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.. وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ،
وَرِوَايَةِ الأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ
وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ، وَالتَّعَصُّبُ،
وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ، وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الإسلام،
وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ.. وَشَرُّ هَؤُلاءِ
وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الإسلام لا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلامِ.
فَعَارَضَ هَؤُلاءِ قَوْمٌ
إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ،
وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ،
وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ، وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ، وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ،
فَوَضَعُوا الأثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
كَالاكْتِحَالِ وَالاخْتِضَابِ، وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ،
وَطَبْخِ الأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ،
وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ،
فَصَارَ هَؤُلاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الأَعْيَادِ وَالأَفْرَاحِ،
وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الأَحْزَانَ وَالأَتْرَاحَ،
وَكِلا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ.."
(الفتاوى الكبرى لابن تيمية).
.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام
ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.
ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته،
وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
.
مقتطفات من مقال للشيخ / محمد صالح المنجد
بعنوان / فضل شهر الله المحرم وصيام عاشوراء
.
.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا

بحر الإبداع يقول...

السلام عليكمـ

أخيتي الكريمة

بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على هذا الشرح الوافي ،
جعله الله في ميزان حسناتك ، وأعاننا الله وإياكم على حسن طاعته.

دمت بخير

بـانـة يقول...

حيّاكما الله ~

آمين ، وجزاكما كل خير يا رب

آمين ،

أكرمكما الله ..

شكراً لكما ،

في حفظ الله ..

غير معرف يقول...

السلام عليكم
شكرا جزيلا على التوضيح حتى يفهم الناس و يبتعدوا عن البدع

بـانـة يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ
ونحن لا ندعوا إلا للسنة وترك البدع

جعلني الله وإياكِ على طريق الحق

حيّاكِ الله ..



بحث عن: