الطريق إلي عز المسلمين
الأمة فى خطر
سلب المقدسات
بلايا أهل الإيمان
طريق التمكين

الاثنين، يناير 19، 2009

الرّاية إذ يُزيّنها القادة بدمائهم

.
.
.
بقلم / ياسر الزعاترة
.
قبل أيام سألني بعض القوم عن أي القادة
يُتَوَقَّعُ أن تطاله صواريخ الطائرات الصهيونية أولًا ؟
كان ذلك بعد استشهاد البطل نزار ريان ،
فأجبت بعد قليل من التفكير: (سعيد صيام) .
كان ذلك تبعًا لطبيعة الرجل،
وما له من أدوارٍ مهمة في إدارة المعركة ،
والتي تُمْلِي عليه ضرورة التنقل في ظل القصف .
.
كان وزيرًا للداخلية في حكومة الوحدة الوطنية ،
ثم تَرَكَهَا بعد ذلك ،
وبعد الحَسْمِ العسكري عاد للمنصب من جديد ،
ولو كان من صِنْفِ رجال الأعمال
الذين يتسيّدون مشهد السلطة في رام ،
الله لكان له بُرْجٌ جميل في تل الهوى ؛
يسكن في جزءٍ منه ويُؤَجِّرُ الجزء الآخر ،
لكنه ظل في بيته ، وبين أهله، وناسه ،
الذين أحبوه ،
ومنحوه أعلى الأصوات في الانتخابات .
.
هنا في حماس يُسْتَشْهَدُ القادة
وأبناؤهم وذووهم ،
ويُؤْسَرُون ،
ويقضون أعمارهم في السجون ،
وهل ثَمَّةَ حركة استُشْهِدَ مُؤَسِّسُوها جميعًا ؛
واحدًا تلو الآخر ،
كما هو حال حماس ؟
هل ثمة حركة تَوَزَّعَ قادتها وعائلاتهم
بين السجون والمقابر ،
كما هو حال حماس ،
وإنْ تَوَفَّرَتْ نماذج مماثلة
في بعض الفصائل الأخرى ؟!
.
هؤلاء رجال لم يخرجوا طلبًا للدنيا ،
هم خرجوا من أجل الشهادة في سبيل الله ،
وطلبًا لرضاه ،
تعبت معهم بعض الأنظمة وأجهزتها ؛
هي التي تعودتْ استقطاب الناس
ببعض الامتيازات من هذا الصنف أو ذاك .
.
وبينما يسهّل بعض القادة المعروفين
صفقات البزنس
والمناصب لأبنائهم ،
مستخدمين نفوذهم السياسي ،
يحمل هؤلاء أبناءَهُم معهم في دروب الشهادة ،
وإلى زنازين السجون والمعتقلات .
وليس بوسعنا الحديث عن نماذج هنا ،
ففي سجل الشرف والبطولة على هذا الصعيد
أسماءُ يصعب حصرها .
.
رحل نزار ريان ومعه أبناؤه وبناته وزوجاته ،
وفي الضفة الغربية استُشْهِد كثيرون ،
بينما يقْبَعُ كثيرٌ من القادة وأبنائهم في السجون ،
وها هو سعيد صيام يرحل ومعه ابنه
وشقيقه وابنه وزوجته ..
يرحل بطائرات الإف 16 ،
هو الذي كان بوسعه أن يكون نزيل الفنادق
والفلل الفارهة ،
ويركب طائرة خاصة ،
تمامًا كما يفعل أولئك الذين يعرف حالَهُم الكثيرون
قبل أن يركبوا ظهر هذا الشعب العظيم
ويستثمروا معاناته .
.
يرحل سعيد صيام ، تمامًا كما رحل الذين من قبله .
يرحلون بصواريخ الطائرات .
وقبل سنوات لخص الشهيد البطل عبد العزيز الرنتيسي
الحكاية حين قال :
إن الناس يموتون بأشكال مختلفة ،
وأنا أُفَضِّلُ أن أموت بصاروخ من طائرة آباتشي !
وهو ما كان .
.
بمثل هؤلاء تنهض الشعوب الحرة ،
وتكبر ،
وتنتصر .
بمثل هؤلاء تكبر القضايا ،
وترتفع الرايات ،
وتتحقق الانتصارات .
وهؤلاء وحدهم هم من يُحَيِّرون عَدُوَّهم ويُعْجِزُونه .
أما الذين يطلبون منه بطاقات (الفي آي بي)
لكي لا يعانوا مثل شعبهم على الحواجز ،
وينتظرون الرواتب والتسهيلات ،
فلا يمكن أن يكونوا نِدًّا لعدوهم ،
ولن يتمكنوا من فَرْضِ شروطهم عليه .
.
لسعيد صيام أنْ يرتقي شهيدًا ،
ويلتحق بشيخه الشهيد أحمد ياسين ،
وبأحبته عبد العزيز الرنتيسي ، وصلاح شحادة ،
وإبراهيم المقادمة ، وجمال منصور ،
وجمال سليم ، وطائفة من أحبته الآخرين .
.
لسعيد صيام أنْ يذهب إلى حياةٍ أَفْضَل ،
أحبَّهَا وتمنَّاها ، في جوار ربٍّ عظيمٍ رحيم ..
لقد جاهد من أجْل تحقيقِ حياةٍ أفضلَ لشعبه ؛
حيث جاهد من أجل أن ينجحوا
في التمرد على القمع والحصار .
.
يرحل سعيد صيام إلى ربه راضيًا مَرْضِيًّا ،
ومن قبله أكثر من ألف من أبناء شعبه ،
كان يبكي لكل واحد يسبقه منهم ، طفلًا كان أم امرأةً
أم مجاهدًا يقاتل في الثغور .
كان يُدِير المعركة ، ويتفَقَّد أهلَه ، وأبناءَ شعبه ،
فكان أن التحق بمَن رحلوا منهم .
.
نُحِبُّكم أيها الشهداء ..
نبكي عليكم ، وإنْ بَكَيْنَا أكثرَ على أنفسنا ،
لكنَّنَا نشعر بالفخر إذ تتقدمون الركب ؛
لأنكم بذلك تُؤَكِّدُون لنا
أن محطة الانتصار النهائي قريبة بإذن الله .
.
سَيَنْعَقُ كثيرون على موتك الجميل أيها البطل ،
هم الذين أدمنوا ذلك؛
لأنك بشهادتك تفضحهم وتعرّيهم ،
لكنّ الراية ارتفعت ،
وسترتفع أكثر ، مع كل دَمٍ حُرٍّ يراق من أجلها .
.
سلام عليك ،
وعلى كُلِّ من رحلوا قبلك على درب الشهادة ،
وعلى مَنْ ينتظرون ، وما بَدَّلُوا تبديلًا ..
سلامٌ سلام .
.
.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا
مقال جميل
ولكن عندي ملاحظه على الصوره



بحث عن: